18 نوفمبر 2006

النسخة المباركية الثانية

نشرت بعض الصحف في الأيام الأخيرة عدة أخبار وموضوعات عن جيمي سوزان ، ففي مصر قيل عنه أنه بدأ يأخذ بنصائح عواجيز الفرح من أقران أبيه المقبور قريباً ويتخلى كعادة أبيه عن أصدقاء العمر والنهب ومن شيلهم وشيلوه في السابق (من شابه أباه فما ظلم) من أمثال هؤلاء أحمد عز وغيره (تطول قائمة أصدقاء النهب كثيرا) حيث سمح جيمي مبارك منذ أيام للصحف الحكومية بنشر أخبار عزوز عن بيعه لشركاته تمهيدا للزوغان خارج القطر المصري المنهوب ، وفي الإطار ذاته من نصائح عواجيز الحزن الوطني لجيمي مبارك هو ما أقدم عليه جيمي منذ أيام من الخروج والسير في الشارع بسيارته دون حراسة من بوبيهات الأمن في رسالة مكذوبة للشعب المصري بأنه مواطن عادي مثلهم ويقف في إشارات المرور .. يا حرام

.. ويعدكم جيمي سوزان في ذات الإطار أن يظهر لكم على شاشات التلفزة وبخاصة تليفزيون عمو عبدالله بتاع السعودية أو ما يقولون عنه قناة العربية الأمريكانية في الأيام المقبلة بنيو لوك جديد تملأ فيه الضحكة وجهه الكريه الذي سيفشخه من الأذن للأذن حيث لا حاجة له بالآذان طالما أن له لسانا ببغاوياً يتم تلقينه لاسلكياً عبر البث المباشر من البيت الأسود كالوالد المقبور تماماً وبلا أي تغييرات أو تحسينات في النسخة المباركية الأولى ، حيث رأت مراكز الأبحاث الأمريكانية أن الطبعة الأولى من مبارك الأول كانت ممتازة جداً وغاية في الإتقان وعليه تم اعتمادها هي ذاتها للطبعة الثانية وبخاصة أن التحسينات الديموقراطية أو الإصلاحية التي تمت تجربتها عام 2005 لم تأت بنتائج مرضية للإدارة الأمريكية التي اعتمدت في مطلع 2006 ذات النسخة القديمة كخيار نهائي بعد الاستعانة بالجمهور الصهيوني وسؤال الصديق أولمرت واستبعاد إجابتي حماس في فلسطين والإخوان في مصر لبعدهما تماماً عن الأهداف الصهيوأمريكية.

هذا فيما يخص الصحافة المصرية المعارضة والمتحيزة دوماً للشعب المصري على حساب ذلك الجيمي ، وأما في الصحافة العالمية فنجد أن صحيفة لوبون الفرنسية قد ذكرت على لسان أحد الفرنسيس من أصل مصري أن المعارضة المصرية دعمت جيمي مبارك دعماً كبيراً من حيث لا تدري بما قدمته له من تلميع إعلامي كبير والاهتمام به بصورة أكبر من حجمه الحقيقي حيث هيأت الرأي العام في مصر دون قصد لتقبل مشروع التوريث وتقبل فكرة قيادة جيمي لمصر لما أعطته له من اهتمام كبير لا يستحقه وبما أوكلته له من أدوار في قوادة مصر حالياً .. فهل يمكن هذا؟

حقيقة لا أدري حيث لا يوجد لدينا في مصر أية مراكز أبحاث تحدد لنا حجم الكره والنفور الاشمئزاز والقرف من ذلك الجيمي .. هل زاد أم قل في الفترة الأخيرة وما هي أسباب زيادته أو نقصانه إن كان قد تعرض بالفعل للتغيير كما تدعي الصحيفة الفرنسية ، أنا شخصيا وبتطبيق استبيانة بحث شخصي بسيط عن هذا الأمر قمت بإجرائه مؤخراً على عينة عشوائية من أقاربي وجدت أن حالة القرف والملل والنفور والغثيان والتقزز من جيمي مبارك وصلت حداً قياسياً بعكس ما تدعيه الصحيفة الفرنسية وهو ما شجعني على الكتابة مجدداً عن ذلك الجيمي الغير مبارك بالمرة ، فلو كان بعض كلام تلك الصحيفة صحيحا لما قمت مطلقاً بالمشاركة في تلميع ذلك الإمعة وتجاهلته تماماً كأنه أحد ملايين أكوام القمامة التي باتت تسد شوارع القاهرة حتى لا أساهم في جلب ذلك القذارة إلى سدة الحكم كي يجسم على أنفاس أبنائنا لثلاثين سنة أخرى كالسحابة السوداء والأيام السوداء الغبراء العمياء المهينة التي عشناها في عهد النسخة المباركية الأولى التي قذفنا بها الأمريكان.

كلمة أخيرة أو نصيحة أقدمها للنسخة المباركية الثانية عله يرجع عن غيه ، يا جيمي لا يغرنك مطلقاً ما تراه من شلة المنتفعين حولك من نظرات حب وإعجاب ففي صدر كل منهم أكواماً من الجشع والطمع الذي يدفعهم إلى تقبلك من باب الاسترزاق والإثراء على قفاك .. صدقني أنت كما تعلم وكما يخبرك أسيادك وأسياد أبوك الأمريكان .. أنت مكروه مكروه مكروه .. ولن يقبلك الشعب المصري ولو عملت شكوكو حتى ، لسبب بسيط وهو أن أباك المقبور قريبا لم يترك لك بدعة من البدع ولا أية حركة بهلوانية أراجوزية شيطانية إلا وفعلها على مدى ثلاثين عاماً فماذا يمكنك أن تفعل بعده ؟ هل حضر لك أسيادك وأسياد أبوك الأمريكان أساليب أخرى جديدة يمكنك من خلالها استغفال الشعب المصري لخمس سنوات قادمة فقط ؟ لا أعتقد ولو خدعوك وقالوا وقالوا .. يا جيمي أبوك لم يترك لك أية فرصة للنجاح فهو ليس الأسد السوري كما تظن وتحلم وأنت خير العارفين بالخروف الذي رباك. صدقني يا جيمي .. لن تكون النسخة المباركية الثانية وإن فعلتها فلن تستمر شهوراً .. أعلم بعضاً من أساليب الأمريكان القذرة التي سوف تخلق لك أفضل الظروف كي تمثلهم في مصر ، ليس مستغرباً أن يؤججوا بمساعدتك في مصر فتنة طائفية حارقة يقدموك من خلالها على أنك المخلص والمنجي لمصر ، ربما فعلوا ما هو أبعد من هذا وبأيدي بوبيهات حراستك من أمثال العادلي .. لكن صدقني لن يطول بقائك كنسخة مباركية ثانية .. مصر أكبر منك كثيراً يا ابن المقبور قريبا.

ليست هناك تعليقات: