23 يوليو 2013

الإنقـــلاب الفـــاشــــــــــــــل


لا يغرنك التدليس الإعلامي والكذب والتضليل المستمر .. الإنقلاب العسكري الدموي فشل فشل فشل .. لم تعترف به أية دولة محترمة حول العالم ، لم يعترف بالإنقلاب الفاشل سوى عصابات آل سعود وآل نهيان وآل الصباح والأردن وإسرائيل .. جميع دول العالم لم تعترف به حتى الآن وهناك كثير من الدول المحترمة هددت بقطع علاقاتها مع مصر إن هي استمرت في الإنقلاب الفاشل وعلى رأس هذه الدول تركيا ، تونس ، البرازيل ، النرويج ، بلجيكا وغيرها الكثير من الدول المحترمة. الإتحاد الأفريقي علق عضوية مصر ولعل الجميع سمع عن طرد الفد المصري من قبل الرئيس النيجيري وكذلك أثيوبيا رفضت أي تفاوض مع الإنقلابيين حول سد النهضة والحبل على الجرار ..


الكاتب والمحلل الغربي روبرت فيسك المتخصص في شئون المنطقة قال قبل عدة أيام أن القيادات العسكرية المصرية مضطربة جداً وتبحث التضحية بالسيسي الخائن لكي تنأى بالجيش عن الورطة الكبيرة التي ورطه فيها السيسي ولمن لا يعرف فإن روبرت فيسك صديق حميم للأستاذ هيكل وسألت روبرت فيسك قبل أيام ما رأيك فيما فعله ويفعله صديقك هيكل حيث لدينا معلومات أن هيكل هو صاحب النصيحة للجيش بالإنقلاب ؟ رد فيسك أنه مستغرب جداً تصرف هيكل .. ويرى أن العرب متطرفين لرأيهم وتيارهم ولو على مصلحة الوطن ..


قال روبرت فيسك بوضوح عن صديقه هيكل أنه انتصر بالدبابة لتياره الناصري على حساب الوطن .. خلاص الراجل جاب من الآخر ..
 

أعلن من هنا أنني لا يشرفني أبداً الإنتماء لتيار كاذب أناني يبحث له عن موطئ قدم في كراسي الحكم ولو من تحت نعل البيادة وعلى حساب الوطن واستقراره .. إن الناصريين الحاليين لا يشرفون من ينتمي إليهم بل إنهم يشوهون تاريخ عبدالناصر ذاته بوضع أيديهم في يد من قتلوه وتآمروا عليه من آل سعود ونهيان وصباح أم تراهم تناسوا ذلك بسبب حقدهم على الإسلاميين وشغفهم بأي قطعة نتفة سلطة من تحت نعل البيادة العسكرية؟!

سأسعى من اليوم إلى تشكيل تيار ناصري نظيف .. ناصريون ضد الإنقلاب .. أو لنقل مصريون ضد الإنقلاب .. وسأبذل ما بوسعي لاستعادة الشرعية وعودة الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي الذي أعارضه وأعارض معظم قراراته ولم أنتخبه لا هو ولا الإخوان المسلمين في حياتي اللهم إلا المرة الأخيرة حيث كنت من عاصري الليمون وانتخبته نكاية في المجرم شفيق بطل موقعة الجمل. لكن والله لو عادت الأيام لانتخبت مرسي منذ الجولة الأولى.
 

كانت تربطني بحمدين صباحي علاقة طويلة من الكفاح المشترك على سلالم نقابة الصحفيين في بدايات حركة كفاية وما تلاها من وقفات لعشرات المناضلين وسط عشرات الألوف من جنود الأمن المركزي حينما كانت المعارضة عالية الكلفة جداً ولا يلجأ إليها إلى الشجعان حقاً وتوطدت علاقتي به أكثر في حرب تموذ 2006 التي انتصرت فيها المقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله على الكيان الصهيوني حيث تقابلنا والأستاذ أمين اسكندر في لبنان حيث ذهب معظم الناصريين والقوميين دعماً للمقاومة اللبنانية هناك ، يومها كان حزب الكرامة تحت التأسيس وليس له إلا موقع إلكتروني (منتدى الكرامة) وقد كنت أعمل بدولة الكويت آنذاك وطلب مني الأستاذ حمدين أن أنسق مع شخص مصري في الكويت لدعم حزب الكرامة فقلت له أنني لا أريد التقيد بحزب أحمل معه أوزاره وأدافع عن خطاياه ولكني سأعمل جاهداً على جذب أعضاء جدد كثر إلى حزب الكرامة تحت التأسيس.
 

استمرت علاقتنا طيبة ومليئة بالقلق على وطننا الذي يبيعه مبارك وعصابته بأثمان بخسة .. حتى من الله علينا بثورة 25 يناير ورقصنا كلنا فرحاً بتحرير مصر من عصابات مبارك واختلط الحابل بالنابل وذهب كل تيار إلى جمع الغنائم قبل نهاية الحرب فما كسبناه يوم 11 فببراير كان مجرد معركة واحدة فقط ضد عصابات مبارك ولكن مع الأسف ظن الجميع أن المعركة قد انتهت ولا أستثني هنا تياراً بعينه فالجميع فاشلون في ذلك بداية من الإستفتاء على الدستور وما تلاه من إجراءات تمت كلها تحت حكم عسكر مبارك.
 

وفي الإنتخابات الرئاسية حاولنا تقبيل يد حمدين كي ينضم إلى عبدالمنعم أبو الفتوح ويكونا جبهة واحدة تنتصر من الجولة الأولى وننتصر للثورة لكن حمدين صباحي رفض بعناد غريب رغم توسلاتنا آنذاك وما كان منا إلا أننا حاولنا دعم الإثنين حمدين وأبو الفتوح لكي تكون الإعادة بينهما وقد قضيت أيام الإنتخابات كلها دعماً وحشداً لكلاهما ، ربما يستغرب البعض ذلك ولكنها الحقيقة فقد انتهجت ومعي عدد كبير من الأصدقاء استراتيجية استقطاب المتدينين نحو أبو الفتوح لما يتمتع به من خلفية إسلامية واستقطاب الآخرين نحو حمدين صباحي (المهم أن نبعد المتدينين عن مرشح الإخوان الدكتور مرسي والآخرين عن مرشحي الفلول عمرو موسى وشفيق المجرم) وقد دخلنا في معارك كثيرة وكبيرة مع الإخوان المسلمين آنذاك ، ولكن النتيجة أتت لنا بمرشح الإخوان الدكتور مرسي في مواجهة مرشح مبارك شفيق وأسقط في يدنا ولم يعد بوسعنا غير دعم الدكتور مرسي ليس حباً فيه ولكن نكاية في شفيق ونظام ثرنا عليه وخلعناه .. عدنا إلى التوسل مرة أخرى لحمدين أن يدعم الدكتور مرسي كمرشح وحيد للثورة لكنه رفض مرة أخرى بعناد أشد فكانت القطييعة بيني وبينه لأن مصلحة مصر وثورتها أهم من حمدين ورأسه الذي تقوقع على نفسه وطموحاته الشخصية على حساب الوطن والثورة وكنت من عاصري الليمون وتوحدنا مع الإخوان في جبهة واحدة ضد الفلول وانتخبا الدكتور مرسي.

ونجح مرشح الثورة الدكتور مرسي .. فرحت وهللت كأي مصري طبيعي لنجاح مرشح الثورة .. لكن مع الأسف هناك من كانت لهم حسابات أخرى من قبل ظهور النتيجة أصلاً حيث كانوا يرتبون خططاً لهدمه بدعاوى استكمال الثورة ، وكنت أتوقع أن نقف خلفه لكي ينتصر لنا على الفلول والدولة العميقة ولكن أخطاء الإخوان السابقة وجحافل الإعلام الداعر المملوك للفلول والحالمين بالسلطة جعلت من الرجل شيطاناً على غير الحقيقة.

اليوم نحن أمام فريقين .. فريق معه الشرعية والرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وفريق آخر ليس معه إلا الدبابة والفلول والدولة العميقة التي حاولت طوال عام كامل إفشال الرجل ونجحت بالإضافة إلى التعساء الحاقدين على الإخوان وخلاص بغض النظر عن الوطن وثورته التي تسرق وتعيد المجرمين الذين ثرنا عليهم إلى الحكم بوجوه جديدة.


لقد ذابت المنطقة الرمادية وظهر الجميع على حقيقتهم اليوم .. فاختر موقعك .. مع الشرعية والثورة أم مع عودة دولة مبارك التي باتت واضحة للعيان والعميان في أقسام الشرطة والكمائن وعودة سفالتهم وتطاولهم على الناس كما نرى جميعاً .. أنا مع الشرعية .. مع الرئيس مرسي الذي أعارضه .. أنا ضد الإنقلاب الفاشل .. لا يهمني مرسي ولا جماعته التي أمقتها وأمقت مواقفها المتخاذلة طوال الفترة الماضية ومازلت .. ما يهمني هو مصر وعودتها إلى الشرعية وسيادة القانون والدستور وليس حكم الدبابة والإنقلابيين والحديد والنار .. يسقط حكم العسكر .. يسسقط الفلول .. وتحيا مصـــر ..

ليست هناك تعليقات: