30 يناير 2011

الخطة الخفية لبقاء مبارك الواطي

يبدو أن مبارك الواطي بدأ في حرق مصر بالفعل ، لا يمكن لأي عقل أن يتصور حجم تمسك مبارك بالكرسي إلى هذا الحد الغريب الذي يضع به البلاد على شفا جرف حينما يستخدم الجيش لقمع ثورة الشعب على حكمه الفاسد طيلة ثلاثين سنة سوداء. هو بالفعل لم يترك للجيش خياراً آخراً غير الاشتباك مع الشعب في نهاية المطاف ، كيف؟

لقد عودنا جيشنا الذي نعرفه ونحبه أنه حارس الوطن وحامي ترابه ولم ولن نتوقع منه أن يصوب بنادقه نحو أبناء الوطن مهما حدث ، ولكن كيف يمكنه التعامل مع المعضلة المباركية الفظيعة تلك؟ لكي يتجنب الجيش مواجهة المواطنين بالرصاص ويتمكن في نفس الوقت من حماية مبارك الواطي فقد لجأ إلى حيلة عجيبة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

أولاً :
فرض حظر تجول من الساعة السابعة صباحاً إلى السادسة مساءً. نزول الجيش إلى الشارع فيقابل بالأحضان من أبناء وطنه ويقابل أحضان المواطنين وقبلاتهم بأحضان مماثلة وابتسامات لطيفة لتأكيد فكرة الشعب عن الجيش أنه حاميه وليس جلاده خلال بضعة أيام يعامل خلالها المتظاهرين بمنتهى الحب والأخوة.

وتختفي كلاب الحراسة من الشارع نهائياً واستبدالها بكلاب أخرى مسعورة من البلطجية المنظمين من قبل كلاب الحراسة (الشرطة) انفسهم ليبثوا الرعب بين المجتمع وتبدأ تتعالى صيحات البلطجية السيدات التابعين لجهاز كلب الحراسة (حبيب العادلي) إلى الفضائيات أغيثونا .. أدركونا البلطجية بيموتونا .. فتنخلع قلوب السيدات المصريات الطيبات فيخيل لهن أن عامود النور ذاك والشجرة تلك بلطجية أتوا لقتلها فتصرخ اغيثونا أغيثونا ....... أغيثونا.

يعيش المتظاهرون والجيش أسبوع عسل جميل يتعاونون في القبض على المخربين يداً بيد ، ويتبادلون فيه القبلات الحارة والمشاعر الوطنية الجميلة.

تقديم بعض القرابين للآلهة الكرسي مثل حكومة نظيف و (دلوعة عين أمه .. السنيورة ابو قصه) أو كما يلقب أحمد عز ولا يمنع بعض التيوس الخرى على مذبح الإله الكرسي.

التحصن بالجيش بتعيين عمر سليمان وسامي عنان نائب أول ونائب ثاني (ياه .. يا قلبك ؟ لسه فاكر ؟ واتنين عشان تشبعوا نواب .. مش واحد) والإبقاء على زير الدفاع طن طاوي مكانه ويظل هو القائد الأعلى للقوات المسلحة تاتمر بأمره ولا تعصيه.

وتسويق ذلك للعالم الخارجي على أنه أصلح الإصلاحات وأعلى مراتب الحرية والديموقراطية اللذيذة ولا سيما إذا تم تقديمها مع طبق فوضى وانفلات أمني وبلطجية وخراب ودمار ورغبة ملحة في الاستقرار السريع بافضافة غلى المقبلات والسلطات المعتادة عن الإخوان وكيف أنهم سيدمرون البلاد وغسرائيل ولن يحموها مثل مبارك.

يضاف إلى الوجبة السابقة طبق حلو يطهوه الحبايب حكام الخليج بعشرات الاتصالات إلى الغرب للتوسل إليه كي يقمع ثورة مصر خوفاً على مصالحه فلو نجحت في مصر وطار مبارك سيطيرون خلفه ويضيع النفط من يد أمريكا والغرب وتصبح إسرائيل في خطر حقيقي.

ثانيـــــــــــــــاً :
زيادة عدد ساعات حظر التجول كل يومين ساعة أو ساعتين لتضيق الفترة المسموح بها بالتدريج وهذا ما رأيناه بالفعل ، فقد تم تمديد فترة حظ التجول مرتين الأولى حينما قالوا أنه أصبح من الساعة الرابعة عصراً حتى الثامنة صباحاً ، أي أنه تم خصم ثلاث ساعات دفعة واحدة من الفترة المسموح التجول فيها.

تبع ذلك تقليص جديد أعلن عنه الليلة حيث أصبح حظر التجول من الساعة الثالثة عصراً ، وربما خرجوا علينا غداً أو بعد غد بتقليص جديد ليصبح حظر التجول من الساعة الثانية ظهراً .. إلى أن يصبح لدى المواطنين ساعتين فقط وربما ساعة واحدة يتجول فيها.

يتم مصاحبة ذلك بضغط تدريجي في تطبيق حظر التجول بمعنى أن الجيش ترك المواطنين في اليوم الأول والثاني يتحركون في أماكن معينة بحرية ، ثم العمل على تقليص مساحة الحرية هذه تدريجياً مع بقاء المعاملة الحسنة بلا عنف حتى يصل خلال بضعة أيام إلى تطبيق كامل أو شبه كامل لحظر التجول.
يصاحب ذلك طرد قناة الجزيرة والتضييق على القنوات الأخرى الجنبية ومخاطبتها من قبل سلطات بلادها أن تكف عن بث كل مصائب النظام ضد الشعب فتأخذ لها نافذة تضع عليها الكاميرا ودمتم (أهو كله نقل) على طريقة العرب وليست حرفيتهم هم بالطبع. ويجلجل سحرة فرعون في أبواق إعلام الحقير بالأمن والأمان ليكون هو شعار المرحلة المقبلة بمعاونة شعارات مستقبل الأولاد والدراسة والضغط في الجامعات على الامتحانات وووووو من ضغوطهم المعروفة.

ثالثــــــــــــاً:
البدء بنزول قوات كلاب الحراسة إلى الشارع بالتدريج ولديهم أوامر بعدم الاصطدام مع المتظاهرين أو الناس ، ثم تخف تلك الليونة المصطنعة بالتدريج خلال عدة أيام حتى يعودوا إلى طبيعتهم الهمجية المسعورة في القبض على البلاد بيد حديدية من البلطجية والمسجلين خطر . مع تنامي قبضة الداخلية على المور ينسحب الجيش تدريجياً (حبة حبة) بدون ان يشعر أحد بالتغيير.

طبيعي أن تلك الخطة ستأخذ حوالي أسبوعين مدمرين لقدرات الشباب والناس على مواصلة التظاهر فتفتر وتخور قواهم بالتدريج ويتساقطون من الإعياء .. ويبدأون في التفكير جدياً في إصلاحات الخنزير التي يطنطن بها إعلامه القذر وسحرته الوقحين في الصحف المباركية .. وتدريجياً ايضاً يمكن أن يبدأوا هم بأنفيهم غقناع بعضهم بما حققوه .. أحمد عز خلاص .. والحكومة تغيرت وو وكم فتفوتة سياسية عبيطة ويتبخر حلم التغيير أو يسيح مع ارتفاع درجات حرارة مارس.

هل يمكن أن تنجح خطته الشيطانية؟
علم الجميع مثلي الليلة بالطائرات الثلاث المحملة بالأسلحة الذكية لمواجهة التظاهرات والقادمة من إسرائيل لصالح وزارة الداخلية بهدف قمع الشعب المصري وهو أمر يؤكد الخطة السابقة ويتقاطع في التوقيت مع بدء نزول كلاب الحراسة بأوامر من الكلب الكبير حبيب العادلي.

لكن رهان مبارك الواطي وكلاب حراسته لن يفلح بكل تأكيد لأسباب عديدة لا حصر لها .. لكن سببين هما الأقوى في نظري ن أولهما دماء الشهداء التي أريقت وحجم التضحيات التي قدمت. شهداء لم تحصى أعدادهم حتى الآن والتي لا تقل عن ثلاثمائة شهيد بينهم أطفال وسيدات ، وستة آلاف جريح بعضهم جراحه خطيرة وخمسمائة مفقود لا يعلم أحد عنهم أي معلومة ويخشى أهلوهم أن يكونوا قد لقوا مصير إخوانهم الشهداء ولكن لم تظهر جثثهم بعد.

دماء الشهداء الزكية هذه لا يمكن أن نخونها ونخذلها .. كيف نقبل على أنفسنا ذلك؟ إن دماء شهداء الثورة تفجر في قلوبنا براكين الغضب التي التي تتزايد يوماً بعد يوم في صدور المصريين.

وثانيهما الجيش الذي مهما لوث مبارك الواطي بعض قياداته في وحل البيزينس معه فشعب مصر على يقين من أن جيش مصر العظيم مثلنا فاض كيله بمبارك الواطي وبتلك القيادات الملوثة وسينحاز إلى الشعب في النهاية لأنه منهم ولأن هذه وظيفته حماية الوطن وليس حماية الفساد.

لن تنطلي خططك القذرة مثلك على المصريين يا ..... مليت من تكرارها ....
فلترحل يا وضيع ... ارحـــــــــــل

ليست هناك تعليقات: