21 فبراير 2011

الحكـومـة الجـــديـــدة في ميــدان التحــريــــر .. فقـــــط

لا أحد يمكنه أن يخفي قلقه على مصير الثورة ، جميعنا يشعر أن أمراً ما دبر بليل لوأد هذه الثورة العظيمة ، أو على الأقل خنقها. الجيش المصري العظيم لم يستخدم كلمة ثورة في أي من بياناته حتى اللحظة ولا أدري سبباً مقنعاً لذلك ، ولا سبباً لإصرار الجيش على أنها مجرد مطالب شعبية وليست ثورة في جميع بياناته ، وما يؤكد كلامي هذا إقدام المجلس العسكري على حل مجلسي الشعب والشورى وتشكيل لجنة لتعديل الدستور وهي جميعها أمور تتناقض بشكل كامل مع مباديء الثورات لأن الثورة ليست في حاجة إلى مثل هذه الأوامر فالثورة تمتلك شرعية تفوق كل هذا ، شرعية الثورة أقوى من أية شرعية أخرى بحث تسقط جميع الشرعيات الأخرى من تلقاء نفسها دون حاجة إلى أوامر أو بيانات عسكرية.

إذا ما تجاوزنا هذا الأمر واعتبرناه خطأ على وجه ما ، فلماذا لم يذكر المجلس العسكري كلمة ثورة حتى الآن في بياناته؟ لماذا لم يقم المجلس العسكري بتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة فنية مستقلة؟ ولماذا أبقى على حكومة العهد البائد التي عينها رئيس جمهورية مخلوع وساقط بحكم شرعية الثورة؟ لماذا يقوم المجلس العسكري بالإيعاذ إلى لجنة تعديل الدستور التي شكلها الرئيس المخلوع بأن تقوم بتنفيذ التعديلات التي طلبت في عهد المخلوع؟

لماذا الإصرار على التمسك بوجوه كريهة في كافة أركان الدولة سواءً في الحكومة ، المحافظات ، المؤسسات ، لماذا الإصرار على السيد شفيق بونبون وملبس؟ إلخ. لماذا يجتمع المجلس العسكري بالسادة رؤساء التحرير الفاسدين رغم صراخ الوطن يطلب محاكمتهم على الفساد؟ لماذا لم تتم أية إجراءات واضحة لمحاسبة الفاسدين وعلى رأسهم الرئيس المخلوع وأبنائه؟ أين اختفى رؤوس الفساد وصبيان الرئيس المخلوع من أمثال زكريا عزمي ، صفوت الشريف ، فتحي سرور ، هلال ، ... إلخ؟ وأين اختفى عمر سليمان مهندس تهريب أموال مصر لصالح الفاسدين حينما كان رئيساً للجنة الأمن القومي والمخابرات؟ أين ملفات بقية رجال الأعمال الفاسدين الذين نهبوا أراضي الدولة مثل فريد حميس ، حسن راتب وغيرهم؟ لماذا كل هذا الغموض الذي يحيط بالمجلس العسكري؟ آلاف الأسئلة التي تدق عقول المصريين كل لحظة دون إجابة ولو نصف شافية.

على الإخوة الأحباب في المجلس العسكري أن يعوا جيداً أن ما حدث ليس احتجاجاً على أوضاع يلزم تغييرها ، وإنما هي ثورة شعبية عظيمة لقلب نظام الحكم بالكامل وقلب كل الشرعيات التي معه ويقف عليها سواء دستور أو مجالس أو غيره ، أما وقد مكن الله هذه الثورة الشعبية العظيمة من قلب نظام الحكم وفرض شرعيتها بمباركة وتأييد من الجيش الوطني فهي أي الثورة صاحبة الشرعية الوحيدة في البلاد اليوم والجيش العظيم عليه طاعة الثورة والسير ورائها وليس أمامها ، فلا شرعية لأحد في مصر غير الثورة ، ولا صوت يعلو على صوت الثوار ، حتى الجيش نفسه الذي انضم للثورة ورعاها لا يحق له أن يخطف منها القيادة والشرعية وينقلب حالها من آمر إلى طالب ذليل يتقدم كل يوم بطلبات إلى الجيش المستقل وإلى الحكومة غير الشرعية لكي يحصل على لافتات؟! هذا أمر معوج وغير قويم بالمرة.

يا جيش مصر العظيم .. ليس من حقك مطلقاً أن تتعالى على الثورة ؟! بأي حق وأية شرعية تتعالى على الثورة؟ هل تستند إلى تفويض رئيس مخلوع فاقد للشرعية ؟ أم على أية شرعية تستند يا جيشي العظيم؟ لا شرعية اليوم تعلو على شرعية الثورة ، فحري بك أن تنحني للثورة وتقف بجوارها ، لا بل ورائها حامياً لها كما كنت ومدافعاً عنها كما كنت وليس قائداً لها لأن قيادتك لها أمر مقيت في كل أحواله وصوره ، فلا انت الإنتهازي الذي يخطف ثمار ما زرع الشعب ، ولا أنت عميل للنظام البائد تريد التآمر معه على الثورة ، أنت كما نؤمن بك بلا جدال جيش وطني حر نربأ به أن يظهر في غير هذه الصورة البديعة للوطنية.

عفواً .. جيش مصر العظيم.. حمايتك للثورة هي واحدة من مهامك الوظيفية وجزء من عقيدتك العسكرية واجباتك الوطنية التي أنت موجود أصلاً من أجلها فلا يحق لك أن تمن بها على بلدك متأثراً بكلمات الإطراء من أبناء وطنك الطيبين لوقوفك مع الحق ، أليس هذا واجبك الوظيفي الذي لا يستحق الشكر عليه؟ ومع ذلك يشكرك إخوانك المصريون ليل نهار ويسبحون بخلقك ، لكن انتبه يا جيشنا الحبيب .. أنت لست الفاعل الأساسي للثورة .. أنت قمت بحمايتها كجزء من مهامك العظيمة في حماية الوطن الغالي مصر ولم تقم أنت بالثورة ، فلا يحق لك الاستحواذ عليها وتحديد سقف مطالبها وفقاً لما تراه انت وليس هي.

يا جيش مصر العظيم .. لا وقت للكلمات المنمقة المزركشة والزهور والابتسامات المتبادلة فقد تخطينا فترة الخطوبة وشهر العسل ودخلنا اليوم في معترك الحياة الواقعية التي تتطلب منا المكاشفة بمنتهى الوضوح .. لماذا لم يتم تشكيل مجلس رئاسي مدني؟ لماذا الإصرار على حكومة السيد شفيق بونبون صديق مبارك ؟ لماذا الإصرار على وزير الخارجية المعين بأوامر من واشنطن وإسرائيل لمبارك ؟ هل للرئيس المخلوع واتصالاته اليومية دخل في ذلك؟ إذن نحن نعيش أحداث فيلم هابط .. قميء .. رخيص ، نربأ بجيشنا العظيم أن يقوم فيه بدور الكومبارس محولاً مقر القيادة التاريخي العظيم إلى قهوة بعرة.

يا جيش مصر العظيم .. أوقعتم مصر كلها في غيابات جب سحيق من القلق والتشويش لما نراه من تناقضات في صنيعكم ، فيم تفكرون ؟ وما علاقتكم بالنظام المخلوع ؟ تصرفاتكم توحي لنا بأنكم غائبون عن مصر أو مغيبون أو انه يتم تضليلكم عن الوضاع الداخلية في مصر ، ليس أدل لى هذا من التعديلات التي حدثت على حكومة غير شرعية في الأساس. فتعيين وزيرين من أحزاب الوفد والتجمع يؤكد غيابكم عن المشهد المصري على أرض الواقع ، وكانكم قادمون من زمن سحيق عمره سبعين عاماً ، ألا تعلمون أن هذه الأحزاب كانت جزءً مكملاً للنظام البائد (لزوم الديكور) ؟ وليس لها اي قاعدة شعبية في الشارع ، ألا تعلمون هذا ؟!

يا جيش مصر العظيم .. مصر التي أقسمتم على حمايتها بدمكم تختنق اليوم وأنتم تمنعون عنها أي نسمة هواء أو تساعدون من يفعل هذا ربما. مصر في أشد الحاجة اليوم إلى المكاشفة والمصارحة بكل التفاصيل وليس الاستيلاء غير المشروع على القرار والفرار به إلى جهة غير معلومة والتعامل بفوقية مع الشرعية الحقيقية الوحيدة في البلاد حالياً وهي شرعية الثورة. بأي حق يا جيشنا العظيم تفرض رأيك أو ربما رأي ثعابين النظام المخلوع غير الشرعي على الشرعية الوحيدة في البلاد .. شرعية الثورة؟ والشعب الثائر صاحب الشرعية الوحيدة يقف على جانب من الطريق يبكي أحلامه الثورية التي تتبخر من بين أصابعه وأنتم تنظرونأو غائبون .. لا فرق. لقد رضي بكم الشعب حكماً وحارساً وضامناً لأحلامه الثورية فماذا أنتم صانعون؟

أيها الثوار الشجعان الأبطال .. أيها الشعب المصري العظيم .. لتعلم أن الثورة ملكلك أنت وحدك لا يحق لأحد أن ينازعك شرعيتها أو جزء منها ولا حتى الجيش الذي تضامن معك ، هذه ثورتك وحدك ومن واجبك حمايتها حتى الرمق الأخير لتبريء ساحتك أمام دماء وعيون الشهداء التي تطاردك في كل مكان مطالبة القصاص لها من قاتليها والحفاظ على ما ضحوا بأرواحهم من أجله لك ولأبنائك ، فلا تفرط فيه بعد اليوم .. ثمنه غالٍ جداً كما رأيت .. مئات من زهرة شباب مصر راحوا قرابين على مذبح الحرية فلا تفرط فيها أباً بعد اليوم.

يا شباب الثورة .. يجب أن تعلموا أن الثورة الشعبية العظيمة هي صاحبة الشرعية الوحيدة حالياً على أرض مصر ، لا صوت يعلو على صوت الشعب مصدر السلطات ، الشعب فوضكم في تأسيس نظام حكم جديد يحقق أحلامهم فلا تعتمدوا على غير سواعدكم وعقولكم ، ليس لأحد وصاية على أحلامكم الثورية صاحبة الشرعية الوحيدة في البلاد ، والجيش حارس لكم والوطن وليس من حقه أن يشارك أو يقود ثورة ليس هو طرف فيها منذ البداية.

يا شباب الثورة .. لا تتقدموا بأية مطالب بعد اليوم .. خذوا المبادرة .. اقطفوا ثمار ثورتكم العظيمة ولا تتركوها لغيركم .. في قلب ميدان التحرير وأمام وسائل الإعلام العالمية أعلنوا عن المجلس الرئاسي الجديد واتركوا فيه موقعاً لأحد العسكريين للإنضمام لاحقاً ، قوموا بإعلان حكومة تصريف الأعمال من المتخصصين التكنوقراط غير المنتمين. ولتبدأ هذه الحكومة وهذا المجلس العمل منذ الإعلان عن قيامهما من مقرهما في ميدان التحرير وسط ملايين الشعب المبايع لهما أمام العالم.

من حق المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة الشرعيان أن يتخذا كافة الإجراءات اللازمة لاحقاً لتحقيق بقية مطالب الثوار وعلى كافة المستويات ، وكفى لهاثاً خلف بقايا نظام فاسد منهار ساقط أصلاً . بالله عليكم كيف يلجأ المنتصر للتسول من المهزوم ؟ الأمر لا يستقيم بهذه الطريقة ابداً ، الحكومة الحالية من بقايا النظام المخلوع ليس لديها شرعية وأنتم اصحاب الشرعية تتسولون منها تحقيق الفتات؟ هذا لا يليق وزاد عن حده جداً بما يؤكد نية أقطاب ذلك النظام البائد السيطرة والإلتفاف على الثورة وبقاء طريقتهم ذاتها وعدم اعترافهم بالهزيمة والأفول عن الساحة.

هناك 4 تعليقات:

esraa يقول...

السلام عليكم
تساءلت بالفعل عن مكان بقايا النظام
لماذا اختفت اسمائهم و تم الهائنا باسماء اخرى
كلها أشياء تقلل من ثقتنا بالحكومة أكثر و أكثر كل يوم
لا أفهم حتى الآن تلك الجملة التى قالها رئيس الوزراء أحمد شفيق و اعذرنى ان احترمته ولم أسبه ففى نهاية الامر هو انسان مسلم و الواجب على ان أوقره فى غيابه طالما أن الله سبحانه و تعالى أمره نبيه موسى عليه السلام بأن يقول لفرعون قولا لينا
قال رئيس الحكومة أن هناك ثلث من الحكومة قيل له أنه لا يحق له المساس به و ثلث يمكنه أن يغيره و ثلث سيتركه لسد الحاجات الضرورية
تساءلت من أمره
من يمتلك الأمر هذه الأيام هذا ما اصابنى بالدهشة و شعرت اننا لا نعرف شيئا
ذكرت فى ردى على تعليق حضرتك
أننى لا أفهم ما يجرى لذلك الأفضل لى أن أصمت حتى لا أسئل أمام الله عن أى رأى أو كلمة ربما لم تكن فى محلها
كلامك هذا اقنعنى فعلا بأن النظام القديم مازال موجودا
و لكنى أجهل هل الحل ان نعود ثانية لميدان التحرير.......

IBN BAHYA - إبــن بهيـــــــــــــة يقول...

بصراحة وبكل وضوح أنا شايف إننا بنعيش فيلم بايخ يمثل فيه النظام والمؤسسة العسكرية والحزب الواطي أدوار البطولة والتأليف والإخراج وكله .. والشعب صاحب الثورة وهو مصدر السلطات واقف بيتفرج في ركن من البلاتوه

هي ثورة ولا لأ؟

طيب ثورة مين ؟

ثورة المصريين .. صح؟

يبقى المصريين هم الذين يقولوا أهداف ثورتهم وعلى الجيش الوطني أن ينفذ .. المشكلة من البداية أن الثلاثين سنة طواريء وكبت وغلب ورعب وبلطجة حولتنا إلى جبناء خوافين .. حتى نجاح الثورة كان بالصدفة وإحنا تفاجأنا بيه والله رغم مئات الشهداء ، والدليل هو خضوعنا الذليل للمجلس العسكري الذي كان يجب عليه من اللحظة الأولى أن يسلم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية أو يعين مجلس رئاسي مدني يشارك فيه ، لكن أن يستأثر بكل شيء واصحاب الثورة واقفين يتفرجوا .. اسمحولي كده أوفر أوي بقى.

صح ولا لأ ؟

لكن دلوقتي لازم نفوق بقى لأن الثورة بتتسرق .. والله بتتسرق .. دي ثورتنا .. والجيش مالوش حاجه فيها غير إنه يحميها لأنها هي صاحبة الشرعية وهو يقول أنه يحمي الشرعية .. طيب ما هي الشرعية قدامك أهه احميها من نفسك بقى ، مش كده ولا إيه ؟؟؟؟!!!!


لازم نصحى بقى دي ثورة الشعب والشعب هو الذي يحدد مصيره وليس المجلس العسكري .. المجلس لو حسن النية من الأول كان سلم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية أو مجلس رئاسي مدني ، لكنه أعلن 6 شهور تغيير وحكومة ساقطة حلفت يمينها لرئيس مخلوع هي الباقية على قلب اللي جابونا

ده معناه إيه ببساطة؟

يتعمل انتخابات بعد 6 شهور وينجح الحزب الواطي برضه بأساليبه القذرة ورشاويه ولأنه هو المسيطر على كل شيء في البلد من حكومة لمحافظين ومديري أمن لمجالس محلية وبلدية .. يعني البلد في جيبه الصغير .. وبلاش والنبي الضحك على عقول العالم من الإخوة قادة الجيش بأن هذه الحكومة لن تتولى الإنتخابات ، لأن الإنتخابات مش مجرد صندوق .. دي تحضير وشغل ياخد شهور قبلها .. يعني كله يترتب ويتستف ... ونشربها في الآخر وترجع ريمه لعادتها القديمة وكأنك يا ابوزيد ما غزيت ولا دماء سالت وشهداء بالمئات وجرحى بالألوفات وكثير منهم عاهات مستديمة.

الحــــــــل
الثورة باقية .. وخارجين في جمعة مليونية يوم الجمعة 25 فبراير في ميدان التحرير وكل مدن ومحافظات مصر عشان نحقق أهداف الثورة

ركزوا معايا .. أهداف مش مطالب .. خلاص بطلنا نقول مطالب .. ومش عايزين نقول برضه أوامر عشان ما حدش يزعل ولو أن كلمة أوامر هي الأصوب لأنها أوامر

الشعب صاحب السلطة الحقيقي وهو مصدر كل السلطات في البلد دي

ويستمر الكفاح
الرحلة طويلة يا أحلى وأجدع شباب في الدنيا يا ولاد بلدي

ذو النون المصري يقول...

ابن بهية
تحياتي لك و لكل الناس
انا اعتقد ان استمرار الشباب في الثورة علي النظام و استمرار تدفقهم و استعدادهم المستمر للتدفق في اي وقت هو عامل ايجابي لاستمرار الثورة في النجاح و الا لكانت الثورة ثورة تعادل مع النظام هدف لهدف
لابد من الاستمرار في النجاح لان هذا القدر من النجاح لو اصابته انتكاسة ستودي بكل المكاسب و ربما الي امد لا يعلمه الا الله
اذكر جيدا محولة عرابي للثورة و انتكاسة ثورة عرابي و دامت انتكاسته و احباط الشعب من بعده لعشرات السنين
..................
حمي الله مصر من انتكاسات الثورات و حماها ممن يريدون بها السوء
تحياتي الغالية

ذو النون المصري يقول...

اعتقد ان بعض ما طالبت به الان بدا الجيش في تحقيقه مثل التحفظ علي اموال الرئيس و اسرته و ممتلكاتهم