23 فبراير 2011

الحكومـة الساقطـة .. والفسـاد الشــامل

دأب بعض السادة الوزراء الساقطين مع نظامهم في الأيام الأخيرة على الظهور في الفضائيات بهدف تلميع صورهم المستفذة ، بل إن بعضهم قام بعمل صفحات ومواقع إلكترونية بدعوى التحاور مع الشباب على الفيس بوك (لا والنبي؟) ، وهي محاولات خائبة لم تخرج عن كونها مجرد ادعاء أجوف لا حوار فيه ولا منطق مما يؤكد أكثر على حجم الهوة الكبيرة بين هؤلاء المتأوزرين رغماً عنا وبيننا نحن الشعب صاحب الشرعية الوحيدة في مصر والتي أسقطناها عنهم وعن رئيسهم ، لكنهم مازالوا يصرون على الجلوس فوق قلوبنا لاستكمال مسيرة زعيمهم المخلوع مبارك في الفساد والإفساد.


من بين هؤلاء الوزراء السيد وزير الداخلية الذي يكشف في صفحته على الفيس بوك عن شخصية متعجرفة ومتعالية ومتكبرة لا مجال للحوار معها بمنطق معتدل ، فمنطق سيادته إما هو الصح أو لا. لقد قلتها له في موقعه وأكررها هنا يا سيادة اللواء لا مكان لكم بيننا بعد اليوم ، لقد ولى عهدكم فارحلوا معه بهدوء أنتم والحزن الوطني غير الديموقراطي وكل ثعالبه وحواته وثعابينه.

سيادة اللواء ومعه غوغاء الإعلام المصري الأعرج درجوا في الأيام الماضية على تشغيل إحدى الاسطوانات المشروخة في حب الوطن وعلاقة الشرطة بالشعب ، واللي اتكسر يتصلح .. وما لناش غير بعض .. وخلاص حقك على يابو ابراهيم .. وسماح يام شربات .. إلخ من تلك التفاهات المعيبة في جبين ثورتنا العظيمة وبلدنا العظم .. هو فيه إيه ؟ هي الناس دي صاحية ولا نايمة ولا إيه بالضبط يعني ؟


وما زاد الطين بلة وبلبلة حدوتة شهداء الشرطة الذين حشروهم مع شهداء الثورة .. يالا ما هي فوضى .. سمك لبن تمر هندي .. شيء يبعث على القرف لدرجة التقيؤ .. مازال الإعلام المصري خاصه وعامه يصر على ممارسة الدعارة الإعلامية جهاراً نهاراً وعلى عينك يا تاجر .. طبعاً عندهم ألف حق لأنهم ما عندهمش أي دم بصراحة .. وولدوا ونشأوا وترعرعوا في كنف الفساد الشامل وهو أشد وطأة على الأوطان من الدمار الشامل.


شهيد الثورة والحرية والكرامة خرج من بيته لا يحمل إلا لساناً في فيه وقلباً مخلصاً لهذا الوطن .. ويدين مرفوعتين بالسلام وصدر عارِ .. يطلب حريته بصوته .. وكرامته بكلمة أو حتى تنهيدة .. آهـ .. آهـ .. آهه .. فيفاجأ برجال الشرطة يضربونه بالرصاص الحي في لسانه لإسكاته وفي قلبه حتى يكف عن حب هذا الوطن.


وأما صريع الداخلية القاتل فقد خرج مدججاً بجميع أنواع الأسلحة ومنها المحرم دولياً ليواجه متظاهر أعزل يصرخ في وجهه متوسلاً سلمية سلمية والله العظيم سلمية .. ولم يعبأ بصراخ بني وطنه فقتل منهم ما استطاع .. وهرب رعباً من هول ما اقترفت يداه من جرم ودم أو هرب خيانة للوطن وتخلياً عن الواجب .. وعند هروبه فاجأه القدر بديون قديمة عليه سدادها لمساكين أو بلطجية عذبهم في الأقسام وقطع من أجسادهم وداس كرامتهم ووجدوا فرصتهم في الثأر منه لأن العين بالعين والبادئ أظلم.


هل يستويان ؟ كيف يستوي شهيد الحرية مع قتيل أفعاله الشقية المجرمة ؟ كيف نقول عن الإثنين شهداء وتقام البرامج الحوارية المليقة والمعازي التليفزيونية والصحفية في دعارة إعلامية مقيتة وفجة ووقحة تماماً كصاحبات الهوى اللائي لا يخجلن أبداً من أفعالهم ، بل ربما يرمين الشريفات أحياناً .. لقد انعدم الحياء عند هؤلاء فلا يشعرون بهول جرائمهم الإعلامية البشعة .. هنا الكارثة حينما يرى المجتمع أن دم شهدائه قد خلطوه بدم قاتليه من المجرمين.


إن تلك الجرائم الإعلامية في التضليل وخلط دم الشهداء الطاهر بدماء القتلة والسفاحين من الشرطة وإطلاق كلمة شهيد عليهم هو نوع من خلط الأوراق الخسيس لتلميع صورة جهاز شرطة قذر وفاسد بل سفاح آن له أن يحاسب على جرائمه كلها بداية من جرائم الدم والقتل والجمال والبغال وانتهاء ببث الفوضى وإطلاق السجناء ، ولتحاسب معه تلك الأبواق الإعلامية الغبية أو المتغابية التي تشارك في تلك الجريمة بدعاوى واهية من قبيل عودة الأمن إلى الشارع سريعاً وهي كلمة حق أريد بها باطل ، فلا أمن بلا عدل ولا عدل بلا عقاب رادع للقتلة والسفاحين من الشرطة والسياسيين معهم.


إن أرادوا بداية صحية ومتزنة فعليهم إعطاء كل ذي حق حقه المعنوي قبل المادي وليس استكمالاً لعلاقة قديمة فظيعة وآثمة ضاعت فيها الحقوق بنفس الطريقة ذاتها في خلط الأوراق وتزوير الحقائق وعلى المتضرر من المصريين أن يبتلع غيظه ويتوسد حنقه وألمه وينام ويحلم من جديد بنسمات العدل والحرية بشهداء جدد ودماء أكثر وأغزر يريقها على مذبح الحرية والعدالة الغائبتين ، ولا ينسى قبل النوم أن يلعن هذا البلد العقيم الذي لا يشبع من دماء أبنائه ويسبه عند اليقظة ويتفنن في تخريب ما تصل إليه يده لكي يشفي بعض غليله .. ولن يشفى.


لماذا بهرت هذه الثورة العظيمة كل العالم ؟ لأن الشعب شعر لأول مرة أنه ذو قيمة وأنه صاحب هذا البلد ومالكه وقادر على استرداده ممن خطفوه منه لعقود طوال ، فرأينا الوجه الحقيقي للمصري في الشارع بعد أن أزاحت الثورة أتربة الظلم والطغيان والفساد ولو معنوياً من داخل الشخصية المصرية فلمع من تحتها معدنه الثمين ، فهل يمكن أن نسمح للفاسدين بطمس رونقه مجدداً بأفعالهم القذرة تلك ؟ إن فعلنا والله لنكونن من الخائنين لهذا الوطن الذي وجد ذاته أخيراً.


إن التعجل في إعادة انتشار رجال الشرطة لن يكون بالأمر الصائب قبل الحساب والتحقيق والعقاب لكل مجرم منهم وهم كثر مع الأسف . مصيبة رجال الشرطة من مخبر نفر درجة عاشرة مروراً برتب الضباط كلها وانتهاءً باللواء جميعهم ربما بلا استثناء متغطرسون ولديهم منطق أعوج لا يقبله أي عقل عاقل ، لماذا؟ بسبب ثلاثين سنة طواريء رضعوا خلالها الغطرسة وفطموهم على كرامة المصري المغمسة بدمه وماله وعرضه المستباح لهم.


هؤلاء غير الأسوياء يحتاجون إلى علاج نفسي طويل وإعادة تأهيل كي يعودوا مواطنين صالحين ، فمن تربى على مدى ثلاثين عاماً منذ تخرجه إلى أن صار لواءً على أنه إله في الأرض يتبع ويطيع كالأعمى إلهاً آخر أعلى منه رتبة والشعب مجرد عبيد لتلك الآله القذرة ، هؤلاء لا يمكن إصلاحهم بمجرد إعادة إحياء شعار قديم (الشرطة في خدمة الشعب) داسوه تحت أقدامهم مع رقاب الشعب وكرامته ، أو بحزمة إعلانات عبيطة منتهية الصلاحية وشعارات صدئة.


لعل هذا الشعار ذاته الذي يعيدون إحيائه اليوم هو خير دليل على صحة ما نقول عن ذلك العصر البربري الحقير الذي عشناه في حكم مبارك البوليسي الذي لم يراع أية حدود وداس كل القيم والشعارات ، ورفع شعاراً وحيداً قذراً .. أنا ومن بعدي الطوفان ، أنا ثم أنا ثم أنا ، فكيف لهؤلاء أن تتحسن أخلاقهم بين عشية وضحاها ؟!


ربما يقول البعض أن من بين رجال الشرطة شرفاء غير ملوثين وغير مرتشين ، بالطبع لابد أن يكون من بينهم قلة مندسة من الشرفاء ظلت تكافح طوال تلك السنين للحفاظ على حزمة أخلاق وسلوكيات تربوا عليها في بيوت أهليهم وجاهدوا لحمايتها من طوفان الفساد الذي عم تلك الوزارة بوصفها أحد أهم الحفر النتنة في بئر الصرف الصحي المسمى نظام مبارك الفاسد.


رغم أن هؤلاء الشرفاء في الداخلية قلة مندسة بين أرتال الفساد والعفن والرشوة والدعارة الأمنية والسياسية في نظام مبارك إلا أن عملية فرزهم واستخلاصهم وتخليصهم مما يحيط بهم من قذارة بات أمراً حتمياً وحيوياً ليكونوا هم نواة لجهاز أمني محترم في المستقبل بعد التخلص من بقية صندوق القمامة الهائل المرمي في لاظوغلي ومدينة نصر وبقية السلال في عموم الجمهورية المصرية من السلوم إلى حلايب.


يمكن لهؤلاء القلة المندسة في الداخلية أن يختاروا ويدربوا على الفور مائة ألف أو مأتي ألف شاب مصري محترم من حملة الشهادات الجامعية العاطلين عن العمل والذين شكلوا من تلقاء أنفسهم لجاناً شعبية كانت أكثر أمناً وتأميناً واحتراماً من وزارة الداخلية التي خانت البلاد بعد أن أذلت العباد وأطلقوا المساجين لإثارة الفوضى والتخريب . مرفق بالأسفل روابط فيديو يصور قيام الداخلية بفتح السجون بنفسها ، لعلهم يكفوا عن الكذب وإلقاء التهم على الأبياء كعاد الداخلية التي لن تتخلص منها مادام قادتها على كراسيهم الدوارة في كل الاتجاهات المصالحية الشخصانية (وطظين) فيما عداها.


يمكن تعيين هؤلاء الشباب المصري الجميل المتعلم والخلوق والذي عانى هو نفسه من ظلم الشرطة في وظائف شرطية وعلى درجات استثنائية معينة لسد فراغ تسريح الغالبية الفاسدة في وزارة الداخلية. يسير هذا البرنامج جنباً إلى جنب مع تطوير فوري لمناهج الدراسة في كلية الشرطة ضمن خطة استراتيجية محترمة تصل بهذا البلد العظيم إلى أن يصبح لديه بعد خمس سنوات جهاز أمني متحضر يليق بمصر وشعبها العظيم.


قال لي أحد العقول المهاجرة من المصريين الأحرار يعمل خبيراً استراتيجياً ومديراً في مؤسسة مرموقة بإحدى الدول العربية أنه مستعد للعودة إلى أرض الوطن لوضع خطة استراتيجية طويلة يتولى هو الإشراف على تنفيذها لإصلاح جهاز الشرطة بلا أي مقابل من أجل مصر بعد أن عادت إلينا من غيبتها الطويلة .. ربنا يديمها علينا من نعمة.


سبق لصديقي أن وضع كثيراً من تلك الاستراتيجيات لمؤسسات كبيرة بالمنطقة العربية وأشرف على تنفيذها وكانت نتائجها أكثر من رائعة وفاقت التوقعات ، وهذا ما يحتاجه هذا الجهاز الهام في مصرنا الحبيبة ، فهو لا يحتاج إلى لواء خبير بعتاة الإجرام وخبير أكثر بالعنجهية الفارغة والصلف والتكبر على خلق الله بقدر حاجة هذا الجهاز إلى خطة استراتيجية لتنميته وتحسين اداءه على أسس علمية ووفق معايير عالمية رصينة لكي يصبح لدينا بعد عدة أعوام جهاز شرطة على مستوى راقي وعالمي تستحقه مصر العظيمة. جهاز ذو رؤية ورسالة وأهداف واضحة والأهم أن يكون لديه حزمة من القيم المستمدة من نجتمعنا.


وحتى نصل إلى هذا المستوى العالمي يمكن حل مشكلة الشرطة الآنية بما اقترحته قبلاً من تعيين عشرات الآلاف من شباب مصر الرائع ممن لديهم شهادات جامعية وعاطلون عن العمل وبذلك نكون قد أوجدنا عملاً شريفاً لجزء من جيش العاطلين لدينا وفي نفس الوقت تمكنا من حل تلك المشكلة المنية سريعاً.


لكن كل هذا مشروط بغروب الحكومة الحالية وتعيين حكومة جديدة يتولى فيها حقيبة الداخلية شخص مدني عاقل ومتزن لديه رؤية استشراقية للمستقبل وليست إجرامية قمعية طوارئية فاسدة . وزير الداخلية في مصر كان دوماً من المدنيين ولم يتم تعيين وزير داخلية من جهاز الشرطة نفسه إلا في عهد السادات أي قبل ثلاثين عاماً فقط ، فلماذا لا تعود مصر إلى سابق عهدها الجميل؟


ومشروط ايضاً بتفكيك جهاز أمن الدولة التعيس الذي أفسد البلاد والعباد وتسريح كل من فيه أو تحويلهم إلى إدارة الدفاع المدني كما كان يحدث طوال العهد البائد من شرفاء الشرطة الذين كان ينتهي الأمر بهم فوق عربة مطافي ، وليأخذوا معهم جيش المخبرين والبلطجية لتلميع سيارات الإطفاء। لابد أيضاً من إعادة هيكلة الأجهزة الأخرى بحيث تؤدي عملاً أمنياً خدمياً للمواطن فهو الوطن وليس مصالح الباشا الشخصية وأقاربه وأحبائه وجيرانه.


http://www.youtube.com/watch?v=hX7z7W_t-k0

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بصراحة كلام في المليان وبيقول اللي كلنا عايزين نقوله يعني تيجي ازاي يعني شهيد يساووه بقاتل مجرم من الشرطة القذرة دي

كلام عيب وغلط وما يصحش خالص
لكن زي ما بتقول يا بن بهية الناس دي خلاص واخده على قلة الادب وانعدام الدم فتلاقيهم مش حاسين هما بيعملوا ايه

بس كده بيدايقوا الناس ونقرف منهم زيادة بدال ما نبدأ نحاول نقرب منهم هننفر منهم اكتر واكتر

يالا ربنا ينتقم منهم
يمهل ولا يهمل
انا والله فرحانة اوي اوي من هروبهم في الشوارع زي الصراصير

ومتهيالي لو شفت ظابط هتف في وشه وارمي عليه جزمتي لانهم ياما قرفونا في عيشتنا وبهدلوا كرامتنا الكلاب دول هما وزعيمهم مبارك الكلب