19 مايو 2011

تحالف الشيطان على الثورة المصرية

لكل ثورة أعداء في الداخل والخارج أكثر بكثير مما يظن أصحابها ، وثورتنا العظيمة لها أعداء بالملايين داخل وخارج مصر ، ففي الداحل لدينا فلول النظام البائد بكل ألوانه من حكام سابقين ورجال أعمال فاسدين فقدوا مناصبهم ونفوذهم وثرواتهم وضباطاً مجرمين فقدوا سطوتهم وسلطانهم وهيبتهم ومصادر رزقهم الحرام وبلطجية على كل لون فقدوا هم أيضاً أرزاقهم التي كانت مضمونة بضباط مجرمين وساسة فاسدين . كما أن المجلس العسكري الموقر الذي نصب نفسه حامياً وحاكماً باسم الثورة وهو ذاته أشد أعداء الثورة لأن معظم رجاله من الفاسدين في نظام مبارك يعتبر حجر الزاوية في قتل الثورة المصرية والقضاء عليها بالسم البطيء كالذي قتل به عبدالناصر رحمه الله ، فالمجلس العسكري لم ولن يلجأ إلى العنف مع الثوار .. لا لأنه وطني كما نعتقد ولكن لأنه سيفشل بكل تأكيد لأن التاريخ لم يذكر لنا أن جيشاً قد استطاع هزيمة شعب أبداً مهما أوتي من قوة وعتاد.

أما في الخارج فحدث ولا حرج عن أولائك المجرمين من حكام الخليج وعلى رأسهم ملوك وأمراء السعودية والإمارات ممن يخشون على كراسيهم من انتقال عدوى الثورة إلى شعوبهم فيدفعون المليارات لكلاب الداخل كي يهدموا الثورة بشتى السبل الممكنة ويهدموا معها مصر كي يقولوا لشعوبهم انظروا ماذا تفعل الثورات بالشعوب والبلدان بعبارات واضحة ومفهومة للجميع بغير نطق أو كلام أو حتى كتابة لأن حال مصر وتونس وتمزيقهما بعد الثورات سيحكيان أبلغ من أي حديث عن مصائب الثورات وما تجلبه على شعوبها من كوارث هم يعملون على صنعها في مصر اليوم بشتى السبل .

بعيداً عن تسريبات ويكيليكس وفي وضح النهار وقعت حكومة الإمارات العربية عقداً بقيمة 520 مليون دولار مع شركة بلاك ووتر العاملة في العراق لتوفير جنود مرتزقة لحماية الحكم في الإمارات وهو عقد تحدثت عنه معظم وسائل الإعلام الغربية كنوع من (البيزنس) ولعل الجميع يعلم من تكون بلاك ووتر الصهيونية وماذا فعلت بالعراق. في جانب آخر تحدث الإعلام الغربي عن رصد المملكة العربية السعودية والإمارات وبعض دول الخليج الأخرى التي لم يسموها لعشرين مليار دولار للعمل في الخفاء على هدم الثورة المصرية والتونسية من الداخل بالتوازي مع عشرين مليار دولار أخرى لدعم نظامي البحرين وعمان في العلن ، ولعل السؤال البديهي هنا هو كيف في الداخل ولمن ؟ والإجابة ربما تكون لدى المجلس العسكري الموقر المسئول وحده حالياً عن إدارة شئون البلاد والعباد وما يدخل أو يخرج من أموال ؟؟؟!!!

أما أولاد العم من بني إسرائيل فهم لا يشاركون أبداً بأموالهم وإنما ينفذون ما يريدونه بأيدي غيرهم ومن جيب غيرهم بل ويتقاضون أموالاً طائلة نظير خبرتهم وهندستهم لمشروع قتل الثورة المصرية بالسم وليس بالرصاص. ويتحالف مع أولاد العم الصهاينة سكان البيت الأسود ذو الجدران البيضاء وينظمون كافة العمليات بينهم وبين ملوك الخليج والكلاب المسعورة ممن يسمون أنفسهم بأقباط المهجر الذين يعملون منذ البداية مع الكيان الصهيوني علناً عن طريق نواب الكونجرس اليهود في أمريكا والمعروفين بعلاقاتهم التاريخية والوطيدة مع الكيان الصهيوني بل إنهم لا يخجلون من الظهور في وسائل الإعلام مع إسرائيليين مشبوهين وليس يهود أمريكيون فقط.

الأمر جلل بحق .. ولا يحتمل النقاش أو الجدال أو التخمين لأن الأمور تجري وفق السيناريو الشيطاني الموضوع لقتل الثورة بالسم بالبطيء وعلى نار هادئة لامتصاص غضب الشارع المصري الذي لا تطيق أية جهة أمنية أو أي جيش في العالم كسر إرادته إلا بالخديعة ودس السم في العسل كما يفعل المجلس العسكري المولود بيد نظام مبارك والمعين جميع أفراده على فرازة مبارك وعصابته وبمباركة معلنة غير مخفية من أسيادهم جميعاً في أمريكا وإسرائيل الذين يعلمون كم طلقة في بندقية أي جندي مصري لأن النظام الصهيوني اللعين جعل جيشنا الحبيب مكشوف العدة والعتاد والتسليح .. وعرياناً أمام الأعداء لأنهم هم من يسلحه بأسلحة لا تسمن ولا تغني من جوع (أتمنى والله أن يكون جيشنا الحبيب بمنأى عن ذلك لكن .. كيف؟).

إذن نحن أمام قوى خارجية معادية بشكل كامل ومعلن للثورة المصرية مهما تظاهروا بالبراءة والنفاق للشعب المصري بمقولات منمقة عن حق الشعوب في التحول الديموقراطي وما إلى ذلك مما يذره في أعيننا المنافق الكبير أوباما أو ملوك الخليج الذين يدعون كذباً وقوفهم بجانب مصر وهم أول من عادى الثورة منذ بدايتها بشكل معلن تارة ومخفي تارات وتارات . وهؤلاء الأعداء في الخارج ليس بمقدورهم فعل شيء إلا عبر أيادي لهم في الداخل ممثلة في كلاب النظام السابق بكافة فصائله بداية من بلطجية الانتخابات مروراً بكلاب الحزن الوطني ورجال أعماله وفلول النظام البائد وجحافل مجرمي الشرطية وكلاب أمن الدولة وتياراتها السلفية (ليس كل السلفية) التي تتلقى التمويل والتكليف من مشايخ النظام السعودي المجرم الذي يخدع شعبه باسم الدين وهو أبعد ما يكون عن الدين ، فذلك النظام السعودي المجرم الذي أنشأته بريطانيا منذ البدء للقضاء على حكم الدولة الإسلامية في أرض الحجاز وهو تاريخ معروف للجميع ، يواصل فجوره ومحاربته للإسلام بإسم الإسلام (ياللعجب) فوظف شيوخأً مرتشين للتطبيل له والسير أمامه في غزواته المجرمة في حق القبائل العربية المسالمة حتى قضى عليها جميعاً وأسس دولة بإسمه .. (السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحمل اسم عائلة؟؟!! دولة تتسمى بإسم آل سعود ؟؟!! أي احتقار للشعوب حتى في اسم الوطن ؟؟؟!!!) .

الحديث عن جرائم النظام السعودي يطول ولكن نذكر منه هنا نبذة بسيطة لعلها تؤكد صدق ما نقول في حقه ، لعل الجميع سمع مرة عن خيانة العرب لمصر في النكسة ومحاربة آل سعود للثورة المصرية آنذاك بشتى السبل الممكنة حتى تمكنوا من إجهاضها آنذاك بالنكسة التي أعقبها اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر بالسم ابطيء وتولي الرئيس (المؤمن) أنور السادات الذي تفجرت في عهده كل الفتن الطائفية في مصر وهو من أطلق ودعم الجماعات الإسلامية المتطرفة آنذاك . ذلك النظام السعودي البغيض الذي يدعي الإسلام وخدمة الحرمين الشريفين ووو .. وما إلى ذلك من خدع تنطلي على ضعاف العقول ممن يدعون العقل هو ذاته الذي ساند وحارب بجانب الإمام أحمد حاكم اليمن الشيعي الزيدي ضد مصر التحرير ، فهل كان الإمام أحمد الشيعي سلفياً وهابياً مثلهم أم هي لعبة قذرة من ذلك النظام للحفاظ على ملكه وبقاء تسلطه على شعوب المملكة المضطهدة ؟ العجيب أنه هو نفسه النظام السعودي الذي يقف حالياً مع نظام الشاويش علي في اليمن ضد الحوثيين الشيعة وأرسل الطائرات لإبادتهم قبل أشهر ؟ يا سلام ؟ وهو الإمام أحمد كان وهابي مثلاً ؟؟ يطول الحديث عن ذلك النظام السعودي القميء .. فلنتركه لمرة أخرى قادمة.

أنا هنا لا أطلب من أحد أن يتبنى وجه نظري هذه ولكني أطلب من الجميع مراجعة مواقف الآخرين في الداخل والخارج كي نفهم ونعي ما يدور حولنا من كوارث يراد بها قتل ثورتنا بالسم البطيء وليس الرصاص على مدى عام أو عامين على الأكثر . لنراجع شريط الثورة منذ جمعة الغضب وتصرفات المجلس العسكري غير المفهومة وغير المبررة بداية بالترقيعات الدستورية التي ظلت شهراً بلا معنى ، تلاها استفتاء على ترقيعات بلا أي هدف مفهوم خرجوا علينا بعدها ليخدعونا بأنهم يحترمون من قال (لا) ومن قال (نعم) وسيعكفون على وضع إعلان دستوري .. لا والنبي؟! طيب وكان ليه الاستفتاء يعني ؟ طبعاً السبب معروف وهو شق صفوف الثورة إلى فريقين .. فريق (نعم) .. وفريق (لا) وبداخل كل فريق منهم فرقاً أخرى لها نعمها ولائها الخاصة.

ونشروا إعلاناً دستورياً مطبوخاً دون رأي أي مواطن مصري فيه من قريب أو بعيد ، بل إن المجلس العسكري قفز على الثورة بحركات بهلوانية غير مفهومة حين اعتبر موافقة السبعة وسبعين في المائة من الشعب على التعديلات أنها تفويض له هو بالحكم كما رددوا علينا كثيراً في مؤتمراتهم الصحفية السخيفة التي يضحكون علينا بها كل يوم ، ثم تبعه ما تبعه من تصرفات قذرة لم ينقلها الإعلام لنا مثل حوادث التعذيب لشباب الثورة والاعتقالات وعودة كلاب الدولة في ثوب جديد هو الأمن الوطني وكشف العذرية الذي ابتدعه المشير في وقاحة غير مسبوقة في التاريخ ، وفيلم انسحاب الشرطة لتسليم مأمورية مواجهة الثوررة للجيش كما كان مدبراً من النظام القذر وفتح السجون وإطلاق البلطجية في الشوارع لإرهاب الشعب ، وما نسمعه منذ اليوم الأول للثورة حتى الآن من عويل متواصل ليل نهار على الاقتصاد وتبشيرهم الدائم لنا بكوارث اقتصادية قادمة لترويع الناس من وهم غامض وحملهم على كراهية الثورة التي لم تجلب لهم إلا افتقاد الطعام والأمن وهما عصب الحياة كما قال جل وعلا في محكم التنزيل (أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) فماذا بقي لشعب بلا طعام أو أمن ؟ هذه رسالة النظام إلينا على لسان الناطق باسمه المجلس العسكري الموقر .

هل يعمل ضباط الشرطة في طابونة كي يتلكعوا في الخروج إلى عملهم هكذا .. و(يتدلعوا ويتبغددوا على الشعب؟؟؟!!!) ، ألم يربوهم على الضبط والربط ؟ وأين القانون في مواجهمتهم ؟ لماذا لا يسرح من يتمنع على واجبه ؟ الموظف في مكتب الصحة يفصل لغيابه بغير عذر فماذا عن (بغددة) الباشوات ؟ لماذا لم يحاكموا عسكرياً على إهمالهم الجسيم وجريمة الخيانة العظمى التي تساوي في القانون انسحاب الجندي من أرض المعركة ؟ أم أن محاكمهم العسكرية لشباب الثورة فقط ؟ ثم ماذا عن فزاعة الاقتصاد تلك ؟ تشعر وكأنك مازلت في عصر مبارك الذي كان يعيرنا بفقرنا ليل نهار وهو وعصابته من نهب مصر وأكد لنا أنها من أغنى بلاد العالم.

صاحب ذلك الصخب ما شهدناه من غزوات لبعض شيوخ السلفية المغرر بهم لجهالتهم أو تآمر بعضهم من محاسيب أمن الدولة ومرشديها (نحن لا نشك في إخلاص شباب السلفيين ولكنا متأكدون من سوء تقديرهم للأمور وانخداعهم ببعض الشيوخ الممثلين) . كثيراً من شيوخ السلفية كانوا يسبون الثورة في بدايتها ويصفون شباب الثورة بالمخنثين .. ثم هبوا اليوم لا لقطف ثمار الحرية كما يدعي البعض ولكن بأوامر من ضباطهم الذين أمروهم في السابق بسب شباب الثورة .

لقد هب شيوخ أمن الدولة (وهم قلة في السلفية لكنهم مؤثرون) ليهدموا الثورة بدعاوى سخيفة ما أنزل الله بها من سلطان ، ويخدعون الشباب بحميتهم المكذوبة على الدين والإسلام براء مما يفعلون . وفي الناحية الأخرى شباب نصراني مكبوت طوال أربعين عاماً أسوداً وجد أمامه ثقباً يتنفس من خلاله نسائم جديدة خارج أسوار كنيسته فاستطعم هواء ماسبيروا على ضفاف النيل وشعر بولادته من جديد وعمل أقباط المهجر وأياديهم في الداخل (بعض القساوسة في الكنائس) نفس الفيلم الوهابي للنظام السعودي .. واشربي يا مصر ..

ليراجع كل منا ضميره ويستفتي قلبه وإن أفتيناه .. ليعود كل منا إلى التاريخ القريب ويمرر الأحداث كشريط سينمائي على عقله بحيادية وتجرد مطالعاً للصورة من خارج الإطار الوهابي والمسيحي وينظر ماذا يجد ؟ ويراجع أيضاً أعداء الأمس واليوم وغداً في الخارج من بني صهيون وأشقائهم بني سعود وحماة الامبريالية الأمريكية وخيوط اللعبة الدولية ليرى بوضوح كيف أحبونا ويحبوننا وسيعشقون ثورتنا التي تهدد مصالحهم بكل وضوح كالشمس في كبد السماء .. فهل نحقق لهم مبتغاهم ؟ أجيبوني ..

http://www.facebook.com/ibnbahya

هناك 5 تعليقات:

maf2ou3a يقول...

we missed your articles
I do not think personally that Military council with all the suspicions around them are the enemy, from my point of view the enemy is the one paying for all the chaos going on in Egypt right now, the enemy is the one creating the problems between christians and muslims, the sheikhs of Gulf and thier religion merceniries the one ordering the kills and the terrorists attacks, to destroy Egypt from the inside with her citziens killing each other over nothing,

sorry i wrote my comment in English as i am much faster writer in English

مذكرات حاحا مصر يقول...

مش معقولة الابداع دهه يا ابن بهية اخر مرة قريت مقالة بالكامل بدون ملل منذ شهرين على الاقل فعلا كلامك بكل اسف صح جدا بس المشكلة الان هي ... الحل ايه ..؟
متقولش الاخوان او الشباب فهناك انقسامات كثيرة انا شايف الحل لازم ننزل الميدان لانه الوحيد اللى بيجمع الناس وكمان نشر الحقائق ولازم يكزن هناك رمز الناس تمشي وراء علشان نقدر نوحد الصف وصدقني بكده مش هيقدر اعداء الثورة بكافة انواعهم الصمود امام اردة الشعب

IBN BAHYA - إبــن بهيـــــــــــــة يقول...

أهلا وسهلا بأختنا العزيزة الرائعة ..
maf2ou3a

أولا ألفين شكر على كلماتك الرائعة .. ورأيك حول المجلس العسكري له كل احترام (كلامك) ولكني لا أرى هذا من وجهة نظري بسبب تصرفاته الغريبة والعجيبة منذ بداية الثورة ، فالميوعة التي يتصرف بها مع الفلول وجميع أشكال الفساد لا تتفق مطلقا مع ما يعرف عنه من حزم ولا يتفق مطلقا مع النحررة والشجعنة والمرجلة التي يبديها في تعامله مع شباب الثورة والمحاكمات العسكرية.

عموما ربنا يستر .. والأيام ستمضي وسنصل إلى أهدافنا بغذن الله ولكن الأفعال الصبيانية تلك للمجلس العسكري ستعطلنا قليلا لكنها لن تمنعنا من تحرير مصر من كل الفاسدين مهما طال الزمن.

أكرر شكري لك وأرق تحياتي

IBN BAHYA - إبــن بهيـــــــــــــة يقول...

أهلا عمنا العزيز مذكرات حاحا مصر
ربنا يخليك .. دوما كلماتك طيبة مثلك ورائعة لا أستحقها .. الميدان موجود والمصريين موجودين وخلاص عرفوا الطريق ومهما حصل مش هيوقفونا .. المشكلة لازم الناس تنتبه ولا تشرب السم ..

نداء إلى الشعب المصري القاطن في المحروسة .. إصلاحات المجلس العسكري سم قاتل .. لا تشربوها يا مصريين ..

بس ده البلسم والعلاج والثورة شغالة ولن تتوقف .. وسوف تدوس أقدام المصريين هامات كل الخونة والفاسدين وسيحاكمون عاجلا أو آجلا على جرائمهم .. محاكم بحق وحقيق مش من بتاعة النايم العام الحالي الذي يجب محاكمته هو أصلا على إهدار القانون ..

تقبل أطيب وأرق تحياتي

maf2ou3a يقول...

عزيزي أبن بهية:

طبعا لك كل الاحترام لتعبيرك عن رأيك في مدونتي و للعلم أنا لم اكن ابدا من يحاكمون افكار الناس و مشكلتي مع اللإسلاميين أنهم يقومون بمحاكمة افكاري فكل شيء لديهم يجب أن يندرج تحت الحلال و الحرام و لكن هل وصول هذا الرجل بالديموقراطية صحيح طبعا صحيح و لكن هل سيمارس هذا الرجل الديموقراطية ما إن وصل للحكم لا أعتقد هذا ......و هذا يضعنا مرة أخري أمام هل يستحق من لا يؤمن بالديموقراطية أن تمارس الديموقراطية معة