11 سبتمبر 2011

حســبـة بـرمــة .. ومجلـس أولاد الهـرمـــة ..

أذكر يوم الحادي عشر من فبراير حين تجمع الشباب في الخيمة بالتحرير لكتابة بيان بمطالب الثورة ، تحدثت إلى كثير منهم قائلاً لا يوجد ثورة لها مطالب يا أفندية ، الثورة تريد وتنفذ ، فقالوا نعم ولكن هذه مطالب من جيشنا وليس من غيره ، قلت جيشنا شيء والمجلس العسكري الذي ننوي تسليمه الثورة على طبق من ذهب شيء آخر ، صرخوا من هول المفاجأة وكأنهم لا يعرفونها والحقيقة أنهم جميعاً كانوا يعرفون هذا جيداً ربما أكثر مني ولكنهم كانوا يكذبون على أنفسهم ولا يريدون من يوقظهم على الحقيقة المرة.

الحقيقة المرة أن ذلك المجلس بكل قياداته مجموعة من الفاسدين المتورطين في الفساد من شعر رأسهم الصلعاء لأخمص قدمهم النتن ، كان علينا أن نعي منذ البداية أن فساد المخلوع مبارك طال كل أركان البلاد بما فيها الجيش والقضاء والكل كليلة متورط في الفساد بشكل أو بآخر. وركوبهم موجة الثورة هو للحفاظ على النظام وليس حماية للثورة فمن حمى الثورة هو الله وحده سبحانه ثم من بعده شباب مصر وشباب الجيش الذين لو طلب منهم قادتهم أن يطلقوا الرصاص فسوف يطلقونه بالفعل ولكن على تلك القيادات وليس على إخوتهم في التحرير ، هذه واحدة وأما الأخرى فهي أنه لا يوجد جيش في العالم يمكنه هزيمة شعب ، فما بالك بشعب هزم جيش أمني تعداده بالملايين ؟ ويعرف أين يخبيء العفريت أبناءه كما يقولون؟ بالله عليكم ماذا يمكن لدبابة أن تصنع ؟

في جميع الأحوال وكل البلدان الجيش يقف عاجزاً أمام سيول الشعب .. ومش عايز حد عبيط يقولي بص لسوريا ولا اليمن ولا ليبيا .. عبيط ليه بقى؟ لأن الحاصل في تلك البلدان الشقيقة ليس من الجيش ولكنه من عصابات الأمن وأعوانه البلطجية والجيش وجوده شرفي وإشرافي فقط وهو ليس جيشاً وطنياً بالمعني الحقيقي في تلك البلدان ولكنه أغلبه مرتزقة وعصابات للنظام ، فلا وجه للمقارنة بين جيشنا الذي يتشكل من إخواننا وجيوش المرتزقة ، ولا دي كمان فيها جدال؟ ما علينا.

أذكر في إحدى الندوات عام 2000 وقفت أسأل الحاضرين سؤالاً بسيطاً ، قلت لهم أننا درسنا وقرأنا عن أسباب الانقلابات العسكرية وهي كيت وكيت وكيت وهذه الأسباب متوفرة لدينا ومثلها أضعاف منذ عشرين عاماً فأين جيشنا؟ ألا يرى حال البلاد والعباد ؟ ألا يرى بيع الوطن بالقطعة لمن يدفع ؟ أم أنه أقل وطنية وحرص على البلاد من الجيوش الأخرى التي قرأنا عن تحركها لحماية مصالح الوطن عند الضرورة؟ أم ربما جيشنا طالته يد العبث والفساد كما طالت كل شيء؟ أذكر أنني كنت أسمع أنفاسي يومها من الصمت الرهيب الذي خيم على المكان الذي كان قبلها سويقة في حي شعبي وكأن الموت قد حصدهم جميعاً.

لم يرد علي يومها إلا الأستاذ عادل حمودة الذي لم يكن بطلاً بقدر ما كان عكس ذلك تماماً حيث قال عبارة عبيطة مفادها أن الجيش خط أحمر وغير مسموح لنا الكتابة عنه أو مناقشة أي أمر من أموره. وكأن السيد عادل حمودة كان يتبرأ مما صنعت ويهرب بجلده من تلك الجريمة التي اقترفتها . أشعروني يومها أنني لن أعود إلى بيتي أو ربما أعود لأخرج إلى حيث لا أعود مجدداً ، ولم يحدث أي شيء من هذا على الإطلاق ليس كرماً من النظام البائد معي بقدر ما هو تهويل تعودنا عليه حتى صنعنا منه أسطورة لا تقهر فإذا هي تهرب من أمام الشباب العزل كالفأر المزعور يوم 28 يناير ومازال يتمرغ في جحوره على أموال آل سعود الجبناء.

نحن بارعون في صنع الآلهة منذ القدم ، وبارعون في التقرب إليها زلفاً نطلب منها العفو والصفح والرزق ووو ، مع أننا نعلم يقيناً أنها صنع أيدينا وليست آله ولكنا نرغب في تكذيب أنفسنا هرباً من صوت الحقيقة بداخلنا الذي يعيرنا بغبائنا. نحن من يصنع الفرعون ويركع ويسجد ويتضرع إليه باستسلام سخيف إلى أقصى حد. صنعنا من مبارك إلهاً وعبدناه وصدقنا في سنوات قلائل أنه إله والمصيبة أنه هو أيضاً صدق ذلك.

وها نحن اليوم نصنع من رمم وجيف وعفن بقايا سلة مهملات مبارك آلهة نتضرع لها أن تفرج عن 12 ألف ويقال وصل العدد إلى 15 ألف معتقل في السجن الحربي مع أن هؤلاء المسجونون هم من صنع بيديه ذلك الإله الغبي الوقح الذي سجنه أخيراً. ونطالبها بقوانين وهي ليس من حقها أصلاً إصدار قوانين أو تعديلها ، نطالبها ونطالبها ووو .. فجعلنا من تلك الرمم العفنة آلهة بتسليمنا وخضوعنا الكامل لها وتسليمها الثورة ودم الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ، أليس هذا غباءً؟

كلما سمعت أو قرأت عن مطالب للثوار أضحك ضحكة مرة تشرخ صدري حزناً وغماً ، الثوار لا يطلبون يا سادة .. الثوار ينفذون فوراً كما قلت يوم 11 فبراير للشباب المجتمعون في ذات الخيمة ، قلت يومها شكلوا حكومة من شخصيات يتوافق عليها الجميع وأعلنوها من ميدان التحرير ، فما وجدت لصوتي صدى وكأنني أطلب العنقاء لكي تحكم؟! وهذه هي النتيجة.

أذكر أنني توسلت إليهم فرداً فرداً أن يصغوا إلى صوت العقل ويدعوا العاطفة الجياشة التي نحملها جميعنا للجيش المصري وقلت لهم بالحرف الواحد الجيش الذي ترونه حولكم من إخواننا شيء وتلك القيادات التي تربت على حجر مبارك شيء آخر وكثيرون يشهدون على ذلك منهم الفنان خالد الصاوي الذي صرخ صرخة مسرحية مدوية قائلاً (يا نهار أزرق .. هو احنا هنخبط في كله ولا إيه .. لأ بقى كده نبقى زودناها أوي .. كده كتير .. كتير أوي) ، يا ترى فاكر كلامك ده يا خالد ؟ إيه رأيك النهارده ؟

حتى بعد أن فض الأمن مولد سيدنا التحرير أعدت الاتصال بجميع من أعرفهم بمناسبة مسرحية الاستفتاء على الإعلان الدستوري وكررت عليهم كلامي هذا ولم يعترض أحد يومها غير الإخوان ومجموعة صغيرة من عينة الفنان خالد الصاوي أيضاً الذي ظل زمناً طويلاً متعلقاً بأمل كذاب اسمه المجلس العسكري ، يا ترى يا خالد لسه ممكن تصرخ مرة تانية لو كررت عليك الكلام ده ؟ أم أنك قد اقتنعت اليوم بوجهة نظري ؟ والله يا خالد حاولت أصدق مثلك وأكذب نفسي .. حاولت أخاطبهم على أنهم رجال وليسوا لصوصاً كلاب لمبارك .. حاولت .. ولكنهم فشلوا في أن يكونوا رجالاً .. إيش تعمل الماشطة في الوش العكر ؟! ذيل الكلب بقى .. فما بالك بالكلب نفسه ؟!

شهادة لله سبحانه نحاسب عليها يوم أن نلقها ، كان شباب 6 أبريل ، الناصريون ، اليسار والليبراليون (المستقلون بعيداً عن الأحزاب المدجنة الكرتونية من وفد وتجمع وبدنجان) باستثناء حزب الجبهة وجمعية البرادعي فقط أول من اقتنع بهذه الفكرة ولكنهم عقلاء فضلوا ألا يشقوا عصا الجماعة والإجماع (سنة إسلامية حسنة لا يجيدها الإسلاميون مع الأسف) ولكن بعد أن فات الأوان ودخلنا في حسبة برمة مع مجلس القوادين .. أولاد الهرمة ..

الحـــــــــل إيـــــــــه ؟


الحل هو إسقاط الفترة الزمنية التي مرت منذ خلع الواطي (من 2005 هذا اسمه لدي .. مش بعد ما غار والمدونة دي تشهد) إلى يومنا هذا من ذاكرتنا والعودة مرة أخرى إلى ميدان التحرير وكل ميادين مصر كما طلبت يومها بألا يغادر أحد الميدان حتى تعلن حكومة ثورة من قلب الميدان .. ولكن حنجرة أتباع الأخ البلتاجي (الذي أحترمه وحده) لم يتركوا لأحد صوتاً يومها. هذا في رأيي هو الحل الوحيد لما نحن فيه اليوم من عك متعمد ومقصود من مجلس قيادة الفلول والثورة المضادة (العسكري سابقاً).

الثورة هي التي تحكم وليس مجلس فاقد لأي شرعية من أي نوع ، فالدستور يعين رئيس المحكمة الدستورية العليا لإدارة شئون البلاد طالما مجلس الشعب كان منحلاً ، ولو قلنا أن الدستور المرقع سقط مع من رقعه ، فهذا يعني بوضوح شديد وبلا أي شك أن الشرعية الوحيدة في مصر هي للثوار الذين أسقطوا ذلك النظام القميء وليس لمجلس الفلول ومشيره الواطي المتواطيء.

بدأ مشواره في سرقة الثورة بمسرحية الاستفتاء على الإعلان الدستوري بهدف وحيد فقط هو تقطيع أوصال الثورة إلى فريقين ، فريق نعم .. وفريق لا .. وكتبت هذا يومها (ما نكتبه شاهد علينا) ، وبدات أشعر باليأس فلزمت بيتي أراقب من بعيد لعلي أكن مخطئاً .. لعلي ، هي من المرات القليلة التعيسة التي يتمنى المرء فيها أن يكون على خطأ لمرارة ما يراه .. ولكني مع الأسف كنت على حق وأخطأ الآخرون .. أقسم بالله العظيم مازلت أتمنى أن أكون مخطئاً .. لكن كيف؟ هل يمكن لأحد أن يخفي الشمس؟! فضائح مجلس قيادة الفلول وعلاقاته المشبوهة بأموال آل سعود وملياراتهم التي يلقونها علينا لتدمير مصر بأيدي الجماعات الأصولية المتخلفة تارة وفلول الحزب الواطي وبلطجيته وكلاب أمن الدولة تارة أخرى ، والقنوات المشبوهة التي أتت من العدم ونمت فوق الصخور تارات وتارات .. وياما في الجراب يا حاوي ..

قنوات دينية متخلفة (ليست متخلفة لأنها دينية لا سامح الله ولكن للأهداف الخبيثة للممول السعودي) وقنوات أخبار وحوارات ومنوعات وعلى كل لون يا باتسطا .. وشيوخ ماليين الشوارع وبلطجية سارحين في كل الربوع ، وأمن غايب ويحصل على مرتبات مضاعفة لكي يبقى في البيت واسألوا ضباط الشرطة الأحرار عن ذلك (ضباط يحصلون على أموال ليبقوا في بيوتهم) ، وملايين تنفق على شباب عاطل كان طول عمره بايع نفسه لأمن الدولة ، يوشي بجيرانه وأصدقائه وإخوته وربما أمه بثمن بخس يومها صار اليوم يحصل على حفنة جيدة من الأموال لكي يصرخ بعلو الصوت بابا مبارك .. آسفين يا ريس وو من ذلك الفعن والتخلف العقلي .. حتى تحول الكام عيل أهطل دول بقدرة قادر إلى موجه وتيار كما خطط له مجلس الفول (العسكري سابقاً) وطبعاً بمؤازرة الإعلام الفاسد ذاته من قومي لخاص (مش عايزين ننسى القذرة المحور ، الحياة ودريم كلها مملوكة لشركاء علاء وجمال وعصابتهم وصبيانهم من رجال الأعمال المفلسين .. أيوه مفلسين "كل تلك المشاريع بالإسم فقط والمالك أفراد العصابة الحاكمة .. وبركة أفكركم حين ينكشف المستور").

صار الكام عيل أهبل المضحوك عليهم بكام جنيه تياراً وتجمع حولهم بعض البسطاء حتى أن وسائل الإعلام الحرة تم جرجرتها إلى المصطلح الخبيث أنصار الرئيس ، لأ والنبي ؟ منذ متى كان لذلك المخلوع أنصار وأعوان ومريدين ؟

وهؤلاء الشباب الأهطل (شباب روكسي) أنفسهم من حركوهم كالدمى عدة مرات لعمل مظاهرات عبيطة للمجلس العسكري (آسف مجلس قيادة الفلول والثورة المضادة) ، أليس فيكم رجل رشيد يربط المواضيع ببعضها ؟ والله واضحة من غير أي معلومات عن التمويل والتنظيم الذي تحدثت عنه وهو مؤكد ولا يقبل الشك ، فقد رصد آل سعود عشرة مليارات دولار ومثلهم كلاب الإمارات للنيل من ثورة مصر حتى لا تطالهم وذلك عن طريق تدميرها من الداخل كما يحدث اليوم.

نرجع للحل .. نرجع التحرير .. وكل ميادين مصر ونبات من تاني .. من غير مطالب ولا هطل ثوري عبيط هذه المرة .. في التحرير وبعد الإضراب العام والشامل الكامل في كل ربوع مصر المحروسة يتم إعلان حكومة ثورة من ميدان التحرير .. من أناس لا يختلف عليهم أحد .. وخلي مجلس الكلاب الحونة يعض في بعضه .. ويتكلم عن عجلة الإنتاج .. طيب هو فين الإنتاج؟؟؟!!! عملتوا إيه في 8 شهور يا كلاب ؟؟؟!!!
الشعب يريد أن يسترد ثورته المسروقة من مجلس قيادة الفلول ..
الحق أحق أن يتبع .. لا يبتلع يا خلق هــــــوووووووو...

هناك تعليق واحد:

maf2ou3a يقول...

شفت قانون الطوارئ الجديد دة علشان يحمي البلد إنشاءاللة و لا علشان يحمي الجيش؟؟؟؟؟
و لا أحداث السفارة كل دة تدبيرهم كل دة علشان ما يشهدوش علي بعض
شوف ربنا علي الظابط و العسكري