09 ديسمبر 2011

أليس في مجلس الخونة عاقل؟

أليس في مجلس الخونة عاقل؟! .. خيانه وغباوة كمان ؟!

مجلس قوادة الفلول (العسكري سابقاً) يجر البلاد إلى كوارث حقيقية لا يمكن لأحد تصورها .. ومع ذلك يخرج علينا ألاديش السياسة والإعلام ليحدثونا عن حكومة إنقاذ الفلول وليس الوطن ، وينظرون ويناقشون في شراريب خرج جدو جنزر ومازنجر على أساس أننا شعب من الأطفال أو الجهلاء .. أكثر المنظرين وطنية وجبناً في آن يخرج علينا بكلمات منكسرة وخفيضة عن فشل مجلس العسكر في إدارة المرحلة الإنتقالية ، وينأى الجميع بنفسه عن الصدام المباشر مع مجلس قوادة الفلول ذو التسعة عشر عرصاً قذراً يضع مصالحه الشخصية فوق مصلحة الوطن.

الحقيقة الواضحة أن مجلس قوادة الفلول يضحي بمصر كلها في سبيل إنقاذ النظام الذي يرعاهم ويتستر على بلاياهم وفسادهم طوال الثلاثين عاماً أسوداً عشناها تحت حكم سيدهم المخلوع وهم له شركاء ومؤيدون .. بيعت مصر بالقطعة أمام أعينهم وهم مشاركون في الغنيمة .. مر على مصر مليون سبب لإنقلاب عسكري وليس عشرة كما تعلمناها في كتب التاريخ ولم تهتز لهم شعرة أو نسمع لهم صيحه .. هم جميعاً أعمدة أساسية كان يرتكز عليها نظام المخلوع ومازال وسوف يظل باقياً طالما تلك الثلة العفنة تمسك بتلابيب السلطة والتسلط والتحكم في مصر.

لا يمكن لعاقل لديه عشر معشار ذرة من عقل وضمير وبعضاً من المعرفة السياسية أن يقول بغير ذلك منذ اليوم الأول لتولي ذلك الرهط الخسيس مقاليد الحكم في مصر والتي بدأوها باستفتاء أرعن على تسعة مواد إعلان دستوري ألقي في القمامة قبل حتى معرفة نتائجه التي ولدت لنا ستين مادة من صنع الخيال المريض لفقيههم القانوني مندوح شاهين كاتب مضابط أحمد عز في برلمان 2010 وخادمه (لمن لا يعلم) . الهدف الوحيد لذلك الاستفساء الدستوري الخبيث كان تفتيت القوى الثورية وخلق تيارات متطاحنة ومتصارعه بين أصحاب نعم وأصحاب لا ليكونوا جميعاً وقوداً لآلة إعلامية بلهاء تلهي الشعب الجائع عن مخططاتهم القذرة لتدمير الثورة ومصر معاً.

أي عشر عاقل رأى ذلك المشهد السريالي المستفز والاستقطاب الطائفي الذي صاحبه كان لابد له أن يعي حقيقة ذلك المجلس العسكري الخائن .. نعم خائن بكل ما في الكلمة من معنى .. فلا يوجد على وجه الأرض جيش وطني يقسم وطنه هكذا ويعرضه لمخاطر كتلك التي اصطنعها مجلس الخونة لإحراق مصر حتى يتمكنوا من الهرب بجرائمهم وسط الحرائق ، ويأتون اليوم ليدعوا الوطنية وحرصهم على الوطن ؟! أي حرص هذا الذي يدعون وعن أي وطن يتحدثون ؟!

في تلك الأثناء عملت أجهزة أمنهم الكثيرة من مخابرات وأمن دولة على خلق كيانات عفنة من شباب عاطل لا عمل له سوى البلطجة والتصنت على زملائه وأهله وذويه من تلك الثلة التي صنعها إبن المخلوع جمال فيما أسماه جمعية المستقبل (مستقبله هو طبعاً) وأعطت لتلك الكيانات أسماءً ثورية براقة مذيلة بكلمة إئتلاف شباب الثورة وحشروهم حشراً بين شباب الثورة الحقيقيين لتنفيذ مهام محددة هدفها الرئيسي تدمير القوى الثورية من الداخل وتفتيتها.

وأحكم مجلس قوادة الفلول قبضته على الإعلام بكافة صوره وعاد عسكري الخمسينات رقيباً داخل الصحف وتحول نصف الإعلاميين إلى مخبرين عسكريين هذه المرة أو لنقل تمت ترقية كلاب أمن الدولة إلى المخابرات وكأن الثورة أعادت لنا أقبح ما كان في عهد ناصر . إن غفرنا لناصر على مضض تلك الأفعال المشينة بسبب وطنيته التي لا محل للطعن فيها وبسبب تربص الأعداء به من كل صوب وحدب داخلياً وخارجياً .. عربياً ودولياً ، فما الذي يدعونا إلى أن نغفر لتلك الحفنة الخسيسة التي تتحكم اليوم في مصير مصر؟ الخيانة لا تغتفر ..

لن أخوض في تفاصيل حرب الإبادة التي شنها أفراد من الجيش المصري على الثوار فيما عرف بموقعة الجمل الثانية أو موقعة الكيماوي ولن نأتي على ذكر عمليات القهر والتعذيب وكشف العذرية وسجن عشرين ألفاً من خيرة شباب الثورة بمحاكمات عسكرية مشبوهة مثلهم ، ولكن سنتحدث عما يدبره مجلس الفلول القذر حالياً للسيطرة الكاملة على مقاليد الحكم ليس حماية للوطن كما يدعون فهم أبعد ما يكونون عن ذلك ولكن حماية لمصالحهم الشخصية وخوفاً من العقاب.

لقد أتوا بجدو الجنزوري الثمانيني من غياهب الجب كي يمنحوه صلاحيات رئيس الجمهورية باستثناء القضاء والجيش حتى يقال لاحقاً أنهم قاموا بتسليم السلطة إلى مدنيين لأن ما ذكروه في كلماتهم السابقة من تواريخ لن لن لن ينجز منها شيء فهي كسابقتها التي لم لم لم ينجز منها أي شيء .. هي مجرد تصريحات يطوحونها في الهواء لمط وتطويل فترة إمساكهم بالسلطة وتقوية قبضتهم عليها ليحموا أنفسهم وعائلاتهم وفلولهم حتى تنزف مصر آخر قطرة دم وتترنح فلا تجد غيرهم يسندها بقوة سلطوية ومعونات اقتصادية من حلفائهم سراق المال العام داخل مصر وخارجها من كلاب وليس رجال أعمال وحكام الزيت وبخاصة عصابة آل سعود.

وأما مسلسل الإنتخابات الرديء ذاك المكون من أجزاء ثلاثة فسوف ينتهي إلى لا شيء .. نعم لا شيء فهو مجرد عصاة يلوحون بها للغرب وأمريكا كي يكفوا عن مطالبتهم بتسليم السلطة إلى مدنيين . وهنا يجب التنويه إلى أن أمريكا والغرب لا يعنيهم ذلك الأمر كثيراً فهمهم الأول هو وجود عبد ذليل ينفذ أوامرهم في المنطقة دون النظر إلى ملابسه سواء كانت عسكرية أو مدنية ، دعك من تلك الترهات الرومانسية التي أطلقها المحافظون الجدد البلهاء قبل عقدين وسرعان ما ذهبت إلى غير رجعة ليعود الواقعيون إلى سدة الحكم ويضعون مصالحهم الآنية فوق المؤجلة التي كان المحافظون الجدد يحلمون بها . الغرب الحقيقي الفاعل صاحب القرار لا يعنيه من قريب أو بعيد غير مصالحه وهي ضالته أينما وجدت .. فمتى نبحث نحن عن ضالتنا إذا كنا حقاً مؤمنين كما يدعي كل منا ؟

مجلس قوادة الفلول والثورة المضادة أشبعنا حكماً بأن التحرير ليس كل الشعب .. واليوم يطور من أدواته ليقول لنا أن المجلس النيابي المنتخب ليس كل مصر .. إذن لماذا الانتخابات أصلاً ؟ وماذا في رأيهم يمثل كل مصر ؟ هل سولت لهم أنفسهم المريضة أنهم هم بقذارتهم القديمة المتجددة يمكن أن يمثلوا مصر ؟ هل يعتقدون أن موروث الجيش المصري من حب في قلوب المصريين هو لهم ؟ حتى وإن سلمنا بذلك هل خولت لهم عبقريتهم أن رصيدهم مازال كما هو لدى الشعب ؟! إن لم نحاكم ذلك المجلس العفن على جرائمه طوال 30 سنة سوداء كان فيها شريكاً فاعلاً .. ولم نحاكمه على جرائمه البشعة منذ بداية ثورة يناير 2011 فلابد أن نحاكمه على جريمته الكبرى في حق الجيش المصري ذاته الذي تشوهت صورته في قلوب وعيون أطفالنا وشعب مصر الذي بدأ ينفض يده من جيشه ويكرهه .. إن هذه تعتبر أم جرائم مجلس العسكر القذر .

ليعلم مجلس الفلول القذر أن الثورة لن تهدأ .. لن يحاصروها بإعلامهم المضلل والوقح .. ولن يحاصروها ببلطجيتهم في الشوارع والميادين .. ولن يحاصروها بخيانة الوطن وتقسيمه طائفياً ومذهبياً وأيديولوجياً .. ولن يحاصروها بسجن الآلاف من شبابها أو حتى مئات الآلاف .. وقتلهم بالرصاص الحي والمطاطي أو دهسهم أو بالغازات السامة المحرمة دولياً في الحروب والتي سيحاكمون عليها دولياً عاجلاً أو آجلاً .. لأن الثورة ليست الثوار .. الثورة فكره .. والفكرة لا تموت يا كلاب العسكر .. وستنتقم منكم عاجلاً أو آجلاً .. كل ما تصنعون من مكائد وخيانة لن يوقف تيار الثورة الجارف مطلقاً .. والله لن يوقفه.. كل ما تضعونه من أحجار في الطريق يعطل فقط مسيرة الثورة ولكن لا ولم ولن تقتلها .. (أليس فيكم خائن عاقل؟) .






















ليست هناك تعليقات: