24 مارس 2012

سورية وخلط الأوراق الخبيث ..

أرى أن قضية سورية التي يمزقون بها قلوبنا كل يوم ما هي إلا حلقة سوداء في تلك السلسلة الطويلة من خلط الأوراق وصولاً إلى مبتغاهم من حرب ضروس بين المسلمين فيما بينهم وهي الآن قائمة إعلامياً كما نرى تمهداً لقيامها على الأرض ، فبشار الأسد لم يكن يوماً شيعياً على الإطلاق بل على العكس تماماً طائفته العلوية والشيعة على طرفي نقيض ، وتحالفه مع إيران وحزب الله اللبناني المقاوم للصهاينة ليس تحالفاً مذهبياً كما يدعي مروجو الشائعات من أئمة السلاطين عبر قنواتهم المشبوهة التي ملأت فضائاتنا ولكنه تحالف سياسي عسكري لمواجهة عدو مشترك هو إسرائيل.

ليس لدي أدنى شك في أن ثورة سورية من حقها أن تشرق وتحقق أهدافها العادلة من حرية وكلنا وقف معها منذ اللحظة الأولى ، لكن ما حدث أن دخل على الخط انتهازيون مسلمون متعاونون بشكل كامل مع بني صهيون فحولوها من ثورة شعبية سلمية إلى حرب أهلية لإحراق سورية بالكامل وليس بشار الأسد ونظامه كما يدعون . حرباً ممولة من أنظمة تدعي الإسلام وهي بعيدة عنه بعد السماء عن الأرض ، لأن الإسلام دين عقل ومنطق وليس دين غباء أعمى ، والمنطق الإسلامي الصحيح لا يمكن أن يقف مع الصهيوني المغتصب للأرض والعرض والمقدسات ضد أي عدو من أي جنس أو ملة مهما كانت درجة بعده عن الإسلام فهذه فيها نظر لدى أئمة الفقه ليقرروا خطأ أو صواب عقيدته ولكن العدو الواضح للأمة لا يمكن أن أتوافق معه من أجل خلاف مذهبي مهما كان عمق ذلك الخلاف.

علمنا إسلامنا العظيم أن الله سبحانه خلق لنا عقلاً وأمرنا باستخدامه لنميز الخبيث من الطيب وليس لنؤجره أو نهمله ونسير مغمضي العيون خلف كل جاهل أو فاجر يرتدي مسوح العفة والزهد وحب الإسلام وهو أشد الخصام للإسلام وأهله . وعلمنا فقهائنا الأفاضل خلاصة فكرهم من فقه الأولويات وكيف نتعامل مع القضايا الحيوية للأمة بعقل وروية غير مجرورين كالنعاج إلى حروب لا تسمن ولا تغني من جوع إلا أنها تضعفنا وتمكن منا الأعداء فيستقوون علينا أكثر وأكثر ، فهلا أطعنا الله ؟! هلا استمعنا إلى فقهائنا العقلاء القلائل مع الأسف في هذا الزمان الأجرب الذي أمسى الحق فيه غريباً يتوارى منكسراً من وقاحة الباطل الفاجر وتكبره ؟!

هلا استحضرنا حكمة رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ؟ هلا فكرنا للحظة ماذا كان فاعلاً اليوم في تلك المصيبة التي ألمت بنا ؟ ماذا كان لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين أن يفعلوا فيما يحيط بنا من كوارث اليوم ؟ أم أننا لا نتذكرهم إلا في نواقض الوضوء ومووجبات الطهارة والغسل ؟ أين فقهاء الأمة العقلاء ؟ اين مفكريها ؟ غاب الجميع فحق لأنصاف الرجال وأرباع الفقهاء أعشار العلماء أن يتسيدوا المشهد ويجمعون الناس خلفهم إلى هلكهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً ، ألهذا الحد تردينا وضاعت بوصلة الحق في زحام الغوغائية المقيتة ؟! فهذا يحمي عرشه عن طريق التحالف مع عدو الدين والعقيدة ضد حليف أصيل في المعركة الأزلية الحتمية مع العدو الأوحد للإصلام والمسلمين وذاك شيخ وإمام ضال ومضلل للمسلمين .. باع دينه بعرض من الدنيا قليل ليؤمن ويكبر خلف العروش الزائلة عما قريب بإذن الله .. وفي ناحية أخرى شعوب جاهلة عطلت عقلها كسلاً وجهلاً وسارت مغمضة العينين خلف الفاجرين .. حاكم ضال مجرم وإمام أضل وأكثر إجراماً .. وكله بإسم الدين ونصرته والدين براء من كليهما .. بل إن الدين الحق يحتاج لمن ينصره عليهما ويعلي كلمته الحقة وسط تلك الغوغائية الرهيبة.

لندع بشار التعيس جانباً ونفكر في الإتحاد السوفيتي المجرم وما يفعله بإخواننا المسلمين في أفغانستان ، هيا لنصرة الإسلام والمسلمين في افغانستان .. هيا نموت لإعلاء كلمة الله في أفغانستان .. هيا نحارب رأس الكفر والإلحاد في أفغانستان .. هيا لنجدة الحرائر اللائي يصرخن ليل نهار ((وا معتصماه ..)) هيا هيا هيا .. ثم ماذا بعد ؟ شكلنا الجيش العربي في أفغانستان .. مددناه بكل الأموال وبأعز الرجال والشباب .. وتحالفنا مع الشيطان الصهيوني يومها وبررنا لأنفسنا أننا في حرب مقدسة وتذكرنا سوياً قوله تعالى ((غلبت الروم ..)) وتناولنا كل أشكال المخدرات العقلية لإراحة ضمائرنا ولإقناع أنفسنا بأن العدو البعيد أولى بالحرب من العدو القريب الصهيوني الذي يدنس مقدساتنا كل يوم .. ويهتك أعراضنا كل ساعة في فلسطين ..

حاربنا الإتحاد السوفيتي في أفغانستان ومن على كل المنابر في كل القرى والنجوع الصغير على امتداد وطننا العربي التعيس الذي أعزه الله بالإسلام واليوم يبتغي العزة في غيره فأذله الله كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه قبل ألف وأربعمائة سنة. لم نتمهل قليلاً يومها لنسائل أنفسنا أيهما أولى بالحرب اليوم ؟ عدو في بيتي ويدنس عرضي ومقدساتي يومياً وهو امام لا يفصلني عنه غير بضع كيلومترات ، أم عدو بعيد لا يعنيه في الأساس ما هو ديني أو عقيدتي لأنه لا دين له أصلاً ولا ملة فهو مستعمر ليس أكثر ؟ لم يتوقف أئمة الضلال والتضليل يوماً ليسائلوا أنفسهم ماذا كان ليفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ؟ هل ينجد فلسطينية مسلمة قريبة بقرت بطنها وأخرجت أحشائها وجنينها أم يسافر آلاف الأميال لنجدة أخرى صورها لنا الإعلام الخادع أنها تعاني من اضطهاد الإتحاد السوفيتي الملحد؟

ما أشبه اليوم بالبارحة ، فمازال أئمة الضلال والتضليل المسيسين من لاحسي نعال الحكام الفجار يجرون الناس خلفهم إلى حروب لا طائل من ورائها غير مزيد من الضعف والهوان واستقواء الأعداء ، حاربنا الإتحاد السوفيتي الذي وقف إلى جانب قضايانا العربية وساندها بدعوى أنه ملحد وبسطنا يدنا وعرضنا وكل ما نملك لعدونا الصهيوني وتعاونا معه على صديقنا ؟ أي غباء هذا ؟ سئل أينشتين ما هو الغباء فقال أن تفعل الفعل نفسه أكثر من مرة وتنتظر نتائج مختلفه ، وها نحن نفعل الفعل نفسه عشرات المرات ونأمل أن نحصل على نتائج مختلفه .. لن أقول كلمة شكر لأينشتين حتى لا يتهمني الدهماء بكذا وكذا لأن أينشتين كافر ولا يجوز أن نذكره بخير ! لننسى أن الحكمة ضالة المؤمن وما شابه من كلام علمي يؤدي إلى رقي المسلمين ولنتذكر فقط آداب الطهارة وإرضاع الكبير والصغير . ذات مرة في أحد أيام الصيف القائظ تحت شمس الخليج التي تصل حرارتها إلى ما فوق الستين درجة ونحن نهرول إلى صلاة الظهر لا لندرك تكبيرة الإحرام لأن الوقت مازال باكراً ولكن لندرك برودة التكييف في المسجد وحتى لا نحترق بتلك الشمس ، قلت لصديقي العزيز الملتزم بشكل كبير ، الحمد لله على نعمة التكييف ، غفر الله لمخترع هذا الجهاز العجيب الذي عم خيره على المسلمين فامتلأ المسجد بالمصلين كما ترى .. فنهرني بشدة قائلاً لا يجوز أن تدعو لكافر ؟! سبحان الله .. ولماذا نتكبر على الله ونجيز لأنفسنا أن نتبادل معه المقاعد فنأخذ الحكم منه على هذا وذاك ؟ فنوزع هبة الإيمان منحاً لهذا ونمنعها عن ذاك ؟! أليس في ذلك قلة تأدب مع الله على الأقل؟!

نمر اليوم باختبار فشلنا فيه عشرات ومئات المرات رغم وضوحه كالشمس في كبد السماء ولكن بلوتنا الكبرى أننا تعودنا على الغش في الامتحانات فنصدق من يغششنا ونكذب عقولنا ، وهاهم اليوم يقومون بنفس الفعل المقيت فيوجهون ثورة غضبنا نحو الصديق الذي يشاركنا حربنا وهمنا ويبعدونها عن العدو الصريح الواضح ، تماماً كما فعلوا بنا في أفغانستان وشكلوا منا الميليشيات الجهادية وكان المجاهد أسامة بن لادن يستقبل استقبال الأبطال الفاتحين في مطارات آل سعود وكل المطارات الإسلامية لأنه ينفذ بحسن نية ودون وعي منه أجندة صهيوأمريكية للقضاء على صديق قوي وداعم لقضيتنا مع الصهاينة . استفاق الرجل من حرب العدو البعيد (الإتحاد السوفيتي) ليفاجأ أن ما قام به ما كان إلا حلقة في سياق مسلسل صهيوأمريكي للقضاء على عدوهم السوفيتي ودعمه للقضايا العربية ، ولأن الرجل مجاهد خرج بماله ونفسه في سبيل الله غير مبال بعروش وأئمة كفر وضلال وتضليل بدأ يناصبهم العداء لتطهير ديار المسلمين من النجس الصهيوأمريكي ، هنا وضح جلياً أن دوره انتهى هو وقاعدته فلفظوه وأنكروه ورموه بكل الدنايا بأوامر صريحة من سيدهم الصهيوأمريكي ، بل نزعوا عنه حتى جنسيته ، سبحانك ربي ؟!.

وامتلأت سجون بني يعرب ومعتقلاتهم الكثيرة بالعائدين من أفغانستان والمجاهدين العرب والأ فغان العرب وما إليه من مسميات بثتها قنواتهم المشبوهة التي مازالت تشوه الصورة التي صنعوها هم أنفسهم قبل سنوات وتغنوا بها وبنضالها وو . فهل جهز الحكام المجرمون سجوناً كافية ومعتقلات للعائدين من سورية .. والمجاهدون في سورية ووو إلى آخره من تلك المصطلات التي سيستخدمها الإعلام الفاجر لاحقاً؟

في ظل ذلك الهجوم الضاري من إعلام آل سعود المجرم على إيرام ووصمها بالفارسية تارة وبالمجوسية تارة أخرى وتأجيره للآلاف الحناجر من أئمة السلاطين المؤجرين بالمال .. مأجورين إن شاء الله بجهنم وبئس المصير ، لا أملك رفاهية القول بأن إيران الإسلامية دولة شقيقة ، لنقل فقط أنها دولة صديقة نتفق معها على عدو واحد هو بني صهيون ونتفق مع أصدقائنا الشيعة شركاء الوطن على العدو الوحيد لكلينا قبل أن يجهز بعضنا على بعض في حروب سخيفة تمزقنا أشلاء لا يمكن تجميعها قبل عشرات من السنين الآتية إن أتت ونحن مازلنا نستطيع البوح بكلمة مسلم على أرضنا التي سيستبيحها بكاملها عدونا الوحد في هذا الزمان وكل زمان .. بنو صهيون الملاعين ومن عاونهم من بني سعود المجرمون وأشباههم من حولنا في الحكومات العربية البائسة.

أما بشار السخيف الغبي الذي لا يملك ذرة حكمة من أبيه الثعلب فقد وقع فريسة سهلة قيدتها أموال آل سعود ووضعتها أمام المخنث الوضيع سعدية الحريري لينهش فيه وفي سورية ويشفي غليل بائعة هوى لم تحصل أجرتها فاستشاطت غضباً ولاذت بسيدها البلطجي الذي يحميها ليأتي لها بحقها وهاهما الإثنين قد اجتمعا على هدف صهيوني واضح كالشمس هو ذبح سورية الأبية وخنق المقاومة في جنوب لبنان وتجريدها من سلاحها الذي ما رفع قط في إلا في وجه العدو الصهيوني.

إن سورية كما لبنان لا حل فيها لسلاح ضد الآخر .. لا حل في سورية غير التوافق بين المتصارعين الحقيقيين أصحاب البلاد بعد استبعاد الأرازل من المشهد وجلوس أبناء سورية وحدهم بعيداً عن عصابات بني صهيون وسعود التي تقتل في الجانبين بلا هواد لإشعال البلاد وإحراقها حتى لا تصلح لفعل أي شيء مستقبلاً مع العدو الصهيوني وتسلم وترضى بعيشة الذل والهوان الاستعمار ويبسط بنو صهيون سيطرتهم على كامل بلاد الشام لتوسيع فلسطين المحتلة كحلقة في سلسلة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ، فهل يفيق العقلاء ليأخذوا على أيدي السفهاء الذين يخرقون سفينة الأمة لكي تشرب عروشهم الشيطانية وتشبع من دماء المسلمين الأبرياء ويرضى عنهم سيدهم الصهيوأمريكي؟


هناك تعليقان (2):

ibn nasser - ابن ناصر يقول...

ياااااااااااه زمن
اخر مرة دخلت مدومنتك قبل الثورة من زمان .. حلمنا اتحقق وكلننا في وسط الطريق الدنيا اتغربلت علينا

غير معرف يقول...

والله كلام مهم وصح وكله لأجل عيون اسرائيل ستهم وتاج راسهم الكلاب