10 أغسطس 2013

شيطنة كل مقاومي صهيون .. ومرسي عميل حمساوي؟!


مع الأسف الشديد أن شعوبنا العربية المغيبة باتت فريسة سهلة لعملاء بني صهيون من الزعماء العرب وألسنتهم الإعلامية لأن الأمر الوحيد الذي نجح فيه الزعماء العرب البائدون (البقية تأتي) هو تجهيل الشعوب وتغييب وعيها بالأمية تارة كما نرى في مصر حيث تصل نسبة الأمية إلى نصف الشعب وتارة أخرى بالتغريب كما في دول الخليج وغيرها وما يقوم به شياطين الأنظمة هناك عبر إعلامهم الخليع الحقير الذي يغيب الوعي ويغرب الشعوب عن هويتها لدرجة النفور والكراهية للهوية العربية الإسلامية واعتبارها تخلفاً ورجعية وفي ذلك كارثة حقيقية.

تحت وطأة ذلك الجهل والتجهيل يقوم عملاء بني صهيون حكام الخليج تحديداً وأذنابهم في كل المنطقة من إعلاميين مرتشين ومرتزقة وخلايا مخابراتية كثيرة بتحويل طاقة البغض والكره والغضب الشعبي من الكيان الصهيوني إلى كل القوى الثورية العربية المناوئة للكيان الصهيوني بدلاً من أن تكون موجهة نحوه هو .. وتلك ثالثة الأثافي والله.

لا يخفى على المتابع والراصد الحر المتجرد ما قامت وتقوم به أجهزة مخابرات العدو الصهيوأمريكي بموساده وسي آي إيهه في المنطقة والتي وصل بها الأمر إلي تدريب بل وقيادة بعض أجهزة المخابرات العربية ومخابرات آل سعود مثال واضح على ذلك فتلك المخابرات الصهيوأمريكية هي التي أسست وأدارت وتدير مخابرات آل سعود منذ البدء وحتى اليوم وهي من أسست العديد من الجماعات والألوية الجهادية لحرب الإتحاد السوفيتي وبعضها تمرد لاحقاً بعد أن اكتشف أنه كان مجرد لعبة في يد أجهزة مخابرات بني صهيون والقاعدة مثال واضح على ذلك فمخابرات آل سعود إسماً وإن شئنا الدقة قلنا مخابرات الصهيوأمريكان السعودية أو القسم العربي للموساد الصهيوني هي التي أسست ومولت ووجهت وقادت تلك الجماعات التي أسست القاعدة لاحقاً وكل العرب الأفغان في أفغانستان لهزيمة الإتحاد السوفيتي آنذاك. في حينها كان يستقبل أسامة بن لادن في السعودية استقبال الفاتحين الأبطال والزعماء الكبار في مطارات آل سعود في استقبالات رسمية غير اعتيادية بوصفه بطل الأمة.

آنذاك اختصر شيوخ السوء وغربان آل سعود الناعقة بحمدهم وشكرهم ليل نهار عبر كل المنابر ، اختصروا كتاب الله القرآن الكريم كله في آية واحدة كانوا يرددونها ليل نهار ((غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون)) قاصدين بالروم سيدتهم أمريكا لكونهم نصارى وأهل كتاب وأما السوفيت فهم ملاحدة كفار ملعونون وجب حربهم وقتالهم والجهاد في سبيل الله ضدهم والإنحياز التام لأمريكا (الروم) ؟!

هؤلاء شيوخ السوء الأرازل هم وأبناؤهم وتلاميذهم والبهائم التي تسير خلفهم اليوم من ينعقون ليل نهار بالجهاد ضد الشيعة الروافض في سورية ؟! سبحان الله .. ولماذا لم نسمع لساناً واحداً من تلك الأنعام يدعو إلى الجهاد في فلسطين ؟ أوليست أقرب وأولى ؟ يردون عليك بأن الشيعة أشد عداء للإسلام من إسرائيل ..!!! يا سبحان الله .. لعل البعض مازال يتذكر كيف كان شاه إيران الشيعية الذي أتت به أمريكا بعد أن أطاحب بمحمد مصدق غير الخاضع للغرب عبر انقلاب عسكري برعاية المخابرات الأمريكية في عملية أجاكس السرية آنذاك ، كان الشاه الأمريكاني ذاك يحكم كل دول الخليج من إيران قبل قيام الثورة التي أطاحت به عام 1979 وكانت إيران الشيعية بلداً إسلامياً شقيقاً آنذاك ومواطنوها الإيرانيون الشيعة يملأون كل شوارع وضواحي دويلات الخليج يتاجرون ويتزوجون ويشترون الدور ويقيمون بلا أي مشكلة من أي نوع.

فهل فجأة تشيعت إيران بعد قيام الثورة الإيرانية ؟ أم أن هناك أسباباً أخرى لذلك العداء الفجائي ؟! الحقيقة أن الثورة الإيرانية أعلنت منذ قيامها أن من أهدافها دعم حركات التحرر وعلى رأس أولوياتها تحرير فلسطين المحتلة من الدنس الصهيوني .. هنا أتت الأوامر لملوك الزيت في الخليج لرفض هذه الثورة الإسلامية الوليدة ومحاربتها وقد وافق هذا الأمر من السيد الصهيوأمريكي هوى في نفوسهم الوضيعة لأنهم بطبيعتهم الدكتاتورية ترتعد فرائصهم وعروشهم من كلمة ثورة فناصبوها العداء منذ اللحظة الأولى وبدأت أبواقهم الدينية الضالة المضلة تؤجج شعوب المنطقة ضد إيران مذهبياً ، فهل بعث هؤلاء الشيوخ من العدم فجأة ؟ أم تم تغيير الفقه الإسلامي السني فجأة هكذا بين عشية وضحاها ليعتبر أن الشيعة أشد عداء للإسلام من إسرائيل؟

من يرجع للتاريخ يستريح ولو قليلاً لأنه سيتمكن من فهم لوغاريتمات المنطقة والعلاقات المتشابكة فيها وكيف تم تأسيس حركة المقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله عام 1982 ودعم إيران له بهدف واضح منذ البدء وهو مقاومة بني صهيون والسيطرة الصهيوأمريكية الغربية على المنطقة . ذاع سيط حزب الله كثيراً سنة 1983 حين تمكن من تفجير 300 جندي أمريكي وفرنسي ، ثم تمكن سنة 2000 من طرد بني صهيون من لبنان بعد اجتياح 1982 ، تبع ذلك انتصاراً كبيراً على الكيان الصهيوني فيما عرف بحرب تموذ 2006 التي وقفنا معها جميعنا من كافة التيارات باستثناء معظم الليبراليين المستغربين الذين تلوثت عقولهم وطمست هويتهم العربية والإسلامية.

حين تدخل حزب الله في سورية لإنقاذها من التفتت والضياع في حروب أهلية طائشة ليس فيها رابح غير صهيون نعق كل غربان آل سعود في المنطقة وكأنهم وجدوا ضالتهم منذ بضع سنين ، متناسين أن علاقة حزب الله بسورية علاقة استراتيجية عسكرية حيوية لا علاقة لها بالمذهب على الإطلاق بل هي مسألة حياة أو موت لأن سورية هي الرئة التي يتنفس حزب الله من خلالها وعبر حدودها تصل إليه الأسلحة التي هزم بها الصهاينة عدة مرات وضياع سورية يعني خنق وقتل هذه الحركة الإسلامية المقاومة الصامدة في الجنوب اللبناني .

نعم كان في سورية بداية ثورة ولكن عصابات نهر البارد التي أسسها آل سعود بلبنان وعصابات أخرى كتلك التي قاومت الإتحاد السوفتي سابقاً حولت الثورة الشعبية السورية إلى حرب أهلية مقصود إشعالها هناك للقضاء على الجيش العربي السوري ومنع قيام سورية جديدة إلا بعد مائة عام إن بقي منها شئ ليقوم أصلاً.

في المقابل ماذا قدم ملوك النفط للسوريا والسوريين ؟ قدموا لهم عصابات خربت بلادهم ودمرت جيشهم بأسلحة لا تسمن ولا تغني من جوع في حرب استنزاف طويلة هدفها الأساسي الصهيوني هو تدمير سورية ، فبعد ثلاث سنوات تقريباً لم يستخدم ملوك الزيت أموال النفط في تسليح ما يسمونه الجيش السوري الحر لكي يتمكن من الإنتصار ، لماذا ؟ هل لنقص الأموال ؟ لديهم منها أكوماً .. هل توجد صعوبة في نقل السلاح ؟ لا والله فهناك مليون طريق وطريقة يسيرة لتوصيل السلاح إلى سورية ولكن سيدهم الصهيوأمريكي لا يستمتع إلا بحرق وخراب سورية بشكل كامل دون أي نصر واضح لطرف على الآخر .. وعما قريب سنشاهد على الشاشات بحسرة حروباً جانبية كثيرة بين سنة وسنة آخرين على أرض سورية.

 

في ذات السياق يتولى أذناب الصهيوأمريكية ممن يسمون أنفسهم بالتيارات العلمانية والليبرالية والباذنجانية في مصر مهمة تشويه المقاومة الوطنية الإسلامية حماس متهمين إياهم بشتى التهم وعلى رأسها تدمير مصر وقتل جنودها وخطفهم وما إليه من ذلك القئ الذي يصبه علينا إعلام بني صهيون العربي كل يوم (ملاحظة جانبية ، يملك آل سعود 70% تقريباً من الإعلام العربي والبقية يملكون الغربان الناعقة فيها بالرشى والهبات حتى الإعلام الحكومي) .

المدقق في الأمر يرى بوضوح أن بني صهيون يستخدمون الطرفين المتدينين والعلمانيين في ضرب طرفي المقاومة بالمنطقة ، فالمتدينين يدعون إلى الجهاد ضد حزب الله متهمين إياه بالكفر وهو الذي قاوم بني صهيون ببسالة وانتصر عليهم مرتين وهو حركة مقاومة وليس دولة حينما كان ومازال هؤلاء الشيوخ الحقراء ينفثون سمومهم في أبواق إعلام مموليهم من بني سعود ضد هذه المقاومة الإسلامية العظيمة ، بل ويذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك فيقول بلا خجل أن مقاومة حزب الله الإسلامية في لبنان كانت تمثيلية ، ليتكم قمتم بأي دور ولو كومبارس في تلك التمثيلية يا شيوخ السوء.

في ذات السياق يستخدم بنو صهيون أحبابهم العلمانيين والتيارات المدنية التي تتباهى ببعدها عن الدين والهوية في ضرب المقاومة الإسلامية السنية متمثلة في حماس بفلسطين المحتلة حتى بتنا نسمع لأول مرة في مصر من يسب حماس وفلسطين وحتى المقدسات هناك وهذا هو المطلوب لبني صهيون.

المطلوب الآن وقبلاً ولاحقاً ومنذ زمن طويل هو استبدال العدو الصهيوني بعدو آخر مسلم شيعي (حزب الله وإيران) بالنسبة للمتدينين السنة في المنطقة ومسلم سني (حماس والإخوان) بالنسبة للعلمانيين في المنطقة ... وصلت ؟

الصهيوأمريكان يستخدمون الطرفين في بلادنا لتحقيق أغراضهم الدنيئة في استعمار أرضنا واستباحة مقدساتنا ، يستخدمون المتدينين والعلمانيين .. فمتى يا ترى يفيق الطرفان (الإسلاميون والعلمانيون) ويعلمان أنهما مجرد أدوات في يد الصهيوأمريكية ؟

الطامة الكبرى أن تتوغل مخابرات الصهيوأمريكان في آخر جيش عربي موجود على الساحة وهو الجيش المصري فتشتري قياداته أو بالأحرى قامت هي بتربيتهم في البنتاجون من أيام الخلوع العميل مبارك على مدى ثلاثين سنة سوداء فبات ولاء تلك القيادات لأسيادها الصهيوأمريكان وليس لوطنها مصر فقامت بما رأيناه من إنقلاب عسكري دموي حقير ضد أول رئيس مدني شرعي لمصر والذي سعى منذ اليوم الأول إلى تقوية هذا الجيش وتنويع مصادر تسليحه ليتفوق على جيش العدو الحقيقي الوحيد لنا في هذا العالم وهو جيش بني صهيون.

الإنقلاب العسكري الذي حدث في مصر يدخل ضمن ما ذكرناه في السطور السابقة من تحطيم كل وأي نوع من المقاومة للصهيونية ، فلم يشأ السيد الصهيوأمريكي أن يرى في مصر نظاماً إسلامياً معادياً بالسليقة ومن حيث المبدأ للصهيونية فدبروا ذلك الإنقلاب العسكري الفاشل مع عملائهم في المنطقة آل سعود ونهيان والصباح كممولين وعصابة السيسي والتيارات التي تدعي المدنية والديموقراطية كمنفذين ميدانيين.

دعك من مغتصبي العقول من الليبراليين فجلهم حاقد على هويته العربية والإسلامية من الأساس ، لكن العجيب في الأمر أن تجد التيارات القومية واليسارية والناصرية قد سارت في ركابهم ضد المشروع المناهض للصهيونية؟! لا أدري ماذا أقول عن ذلك ؟ هل هو حقد أيديولوجي؟ هل انتصرت تلك التيارات لميولها الأيديولوجية على حساب الوطن وقضية فلسطين المحورية؟ أين شعارات التحرر ومعاداة الصهيونية وووو ؟! هل تبخرت في لحظات بسبب الإنتهازية وركوب الدبابة التي داست لهم على خصم سياسي وطني؟ صدقاً لا أدري..

ستحير هذه الحقبة التي نعيشها كل المؤرخين وربما يعيدون كتاباتهم مرات ومرات ليقتربوا من جوهر الحقيقة ولن يكون لهم ذلك .. وربما يترك معظمهم العمل في هذا المجال ..

هناك تعليق واحد:

ابن ناصر يقول...

أنا رجعت بعد الزمان ده اشوف مدونتك
كنت طول عمري متابعك قبل الثورة بكتير وبدون وبستفيد من كلامك ...
أنــا مصــدوم فعلاً واضح إن السنين بتغير ..
إبــن نــاصر