18 يناير 2014

تونس ملهمة العـــــرب


ما شاء الله .. لا قوة إلا بالله .. تونس تقود الربيع العربي وستظل بإذن الله هي القائد والملهم للشعوب العربية المنكوبة بعصابات العمالة والخيانة .. أسأل الله العظيم أن يوفق أهلنا في تونس إلى الوفاق والإتفاق .. ويقيهم شرور صهاينة العرب آل سلول وآل نهيان وآل المساء "الصباح سابقاً" .. اللهم أكف عبادك في تونس شرور هؤلاء الخنازير وأذنابهم من الجماعات التكفيرية التي يمولونها ويديرها القسم العربي من الموساد الصهيوني في دبي والرياض ..

منذ بداية الثورة المصرية قال كهنة فرعون .. مصر ليست تونس .. ورددت معهم آنذاك .. مصر ليست تونس .. ولكن بصورة مختلفة .. نعم مصر ليست تونس .. فجيش تونس هو جيش وطني إحترافي لم يتلوث قادته في الفساد الإقتصادي ولم يسرقوا نصف مقدرات بلدهم كما فعلت قيادات الجيش المصري التي انغمست في الفساد حتى غرقت فيه .. شركات من كل صنف ونوع ، أراضي وعقارات .. نصف الإقتصاد المصري يذهب في جيوب الفاسدين في الجيش المصري ، بينما الجيش التونسي مازال قادته حامدين ربهم وشاكرين فضله على رواتبهم الحلال.

مصر ليست تونس .. فلا يوجد أمي واحد في تونس ، وكثيرون من الشعب التونسي الشقيق يجيدون أكثر من لغة ، بينما في مصر المنكوبة بالعسكر منذ ستين عاماً يعاني معظم سكانها ويلات الفقر والجهل والأمية ، 50% من الشعب المصري أمي تماماً ، فطبيعي أن يساق إلى المحرقة ضاحكاً في بلاهة عجيبة . طبيعي أن يسوقه إعلامي بدرجة مخبر وإعلامية تدرحرجت من شبكات الدعارة مع زوجها القواد "بالمناسبة هذه معلومة وليست سباً أو قذفاً" ، طبيعي أن يصدق بوجود أسلحة كيميائية ونووية بميدان رابعة العدوية ، طبيعي أن يصدق أن عنصراً إخوانياً أعطب طائرة مروحية بحجر ، طبيعي أن يصفق لخبر بالتليفزيون الحكومي يقول أن الأمن المصري تمكن من القبض على عنصر إخواني اعتاد على تفجير نفسه ، طبيعي أن يصدق بأن الإخوان صنعوا كرة أرضية تحت الأرض ، طبيعي أن يصدق أن فخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي يتخابر مع حماس وإسرائيل وأمريكا في نفس الوقت ، طبيعي أن يصدق بانتماء أوباما لجماعة الإخوان المسلمين ، طبيعي أن يصدق كل هؤلاء لأن رأسه فارغ وعلى الزيرو.

"بالمناسبة كل ما ذكر من هلاوس كان يذيعه الإعلام المصري ويفرد له حلقات وأيام للنقاش .. الرجاء ممنوع الضحك"

هذا المواطن المصري المسكين تعرض لأكبر عملية سطو مسلح على دماغه ، قاده ذلك الفكيك السيسي وعصابة العسكر الفاسدين والكنيسة المصرية الحاقدة وحفنة رعاع من مدعي الفن والثقافة الذين هبوا للدفاع عن لقمة عيشهم الحرام خشية من ثعابين حزب "النور" عملاء المخابرات الممولين من آل سلول ونهيان .. الذين ظلوا يشوهون التجربة الإسلامية بداية من البلكيمي زوج الراقصة وصاحب عملية التجميل الشهيرة وذلك الذي ضبط متلبساً في وضع مخل مع قاصر بأحد الطرقات المظلمة وغيرهم عشرات من أصحاب اللحى النجسة في ذلك الحزب النجس ، لقد دأبت تلك اللحى النجسة (التي وضعها الإعلام المجرم في خانة الإخوان زوراً وبهتاناً بهدف التشويه) على تشويه تجربة حكم الإخوان منذ اللحظة الأولى عبر عصيهم التي ظلوا يضعونها في الدواليب ، بداية من الإنتخابات البرلمانية وما فعلوه فيها وانتهاء بصلفهم وعنادهم في تأسيسية الدستور الشرعي للبلاد وإصرارهم العجيب على حشوه بمواد متفجرة مجرمة أوعز لهم بها أسيادهم في المخابرات والممول الخليجي .

مصر ليست تونس .. فقد كان المصريون قبل الثورة أبعد ما يكونون عن السياسة ، فلا يكادون يفقهون معنى الكلمة أصلاً "أتحدث هنا عن السادة المتعلمين .. إفرازات منظومة تعليم منهارة" وليس النصف الأمي . أذكر أننا كنا نتحدث أمامهم وكأننا نهزي بلغة صينية فينهروننا تارة خوفاً من الأمن وآذان الحيطان وتارة أخرى ضجراً مما يجهلون ، كانت تلك الملايين من المتعلمين المصريين لا يجلسون أمام الشاشات إلا لمشاهدة مباريات كرة القدم والأفلام ولو سقطت أمامهم صدفة أي نشرة إخبارية كانوا يحولون عنها فوراً ، كانوا زاهدين في السياسة زهد القروي الساذج في اللغة الصينية ، فماذا حدث بعد الثورة ؟ وجد هؤلاء أنفسهم وجهاً لوجه أمام اللغة الصينية .. جميع الشاشات والمحطات .. (الأرض بتتكلم صيني) تتحدث في السياسة .. جلسوا مجبرين ليستطلعوا الأمر رغم أنوفهم .

في تلك الأثناء تلقفتهم أيدي المخابرات المصرية التي تدير أكبر شبكة دعاية سوداء في العالم عبر الشئون المعنوية التي تتحكم في كل شاردة وواردة بأي وسيلة إعلام مصرية ، وتمتلك بشكل مباشر بعض وسائل الإعلام التي أسستها بنفسها ووضعت فيها بعض مخبريها المعروفين كمصطفى بقري وأشباهه ، وبشكل غير مباشر تمتلك عشرات الوسائل بأسماء رجال أعمال أمثال أحمد بهجت وحسن راتب وأبو العينين "تلك الأسماء المشهورة هي مجرد لافتات تدار تحتها أموال قادة الجيش الفاسدين" ، هذا طبعاً بخلاف وسائل الإعلام المملوكة لصهاينة الخليج من آل سلول وآل نهبان وكلها معروفة للجميع.

لم تجد الشئون المعنوية بالجيش المصري ومخبريها القوادين ومخبراتها الساقطات أدنى صعوبة في تعبئة رؤوس المصريين بكافة أنواع القمامة الإعلامية والدعاية السوداء الكاذبة طوال سنة حكم الرئيس الشرعي للبلاد فخامة الرئيس الأستاذ الدكتور محمد مرسي ، فقد كانت تلك الرؤوس متعطشة لمعرفة ما يجري فجلست أمام الشاشات تتلقف كل ما يلقى لها من قمامة ليسدوا جوعهم الشديد لفك رموز اللغة الصينية ، في تلك الأثناء كان الإسلاميون وعلى رأسهم الإخوان مشغولين ليل نهار بالدفاع عن مقراتهم التي تحرق يومياً بأيدي عصابات الكنيسة المسماة "بلاك بلوك" والتي تم تدريبها وتسليحها في بعض قطاعات الجيش الثاني الميداني بطريق القاهرة الإسماعيلية .

لقد أخذ القوادون الإعلاميون والساقطات الإعلاميات "هذا ليس سباً أو قذفاً ، بل حقيقة وظائفهم السابقة" يعبئون تلك الرؤوس الفارغة ويحشونها بالأكاذيب عن بيع قناة السويس لقطر وتركيا ، تأجير آثار مصر لقطر ، بيع سيناء لإسرائيل لتسكين أهل غزة ، إلخ من تلك التفاهات التي حولت الرئيس وجماعة الإخوان إلى شياطين هبطوا من جهنم لإحراق مصر وأهلها ، والحقيقة أن الإخوان المسلمين أخطأوا كثيراً حين استهانوا بحبال سحرة فرعون وهم لا يملكون عصى موسى.

تلك هي الإشكالية الكبرى التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم .. صحيح أن هناك كثير من العوامل الأخرى الهدامة التي استخدمها الإنقلابيون منذ أول يوم في الثورة كقيام ذلك الإنقلابي الفكيك السيسي باستغلال حاجة الشباب العاطل وقام بتشكيل عشرات المجومعات منهم تحت أسماء كثيرة تبدأ بكلمة إئتلاف "شباب الثورة" وزرعهم عبر قنواته الملعونة المندسة في كل شبر في مصر بين الثوار الحقيقيين لتفتيت الكتلة الحرجة للثورة والتي كانت تتشكل من التيارات الإسلامية والإخوان المسلمين في القلب منها وكافة التيارات الأخرى الثائرة.

قيام ذلك الفكيك السيسي بإنعاش كافة الخلايا النائمة للمخابرات في بر مصر لإفتعال المشكلات للرئيس مرسي في كل شبر من أرض مصر ، في الوقت نفسه تحالفت قوى الشيطان في الداخل وهي معروفة (الكنيسة الحاقدة ، قيادات العسكر الفاسدة ، فلول الحزب الوثني وفلول مبارك ورجال أعماله ، التيارات الأخرى الحاقدة حقداً أعمى بلا مبرر ، فئة المرعوبين من ظلام حزب الظلام "النور سابقاً المحسوب إعلامياً على الإخوان" من مدعي فن وثقافة ، الطرق الصوفية الجاهلة ، إلخ) وقوى الشيطان في المحيط الإقليمي من آل سلول في جزيرة العرب (لا أسميها السعودية لأنها أشرف من أن تسمى بإسم إبن سعود الصهيوني) وآل نهبان قطاع الطرق المشهورين قبل أن تكون الإمارات ، وآل المساء (شرح آل نهبان) في الكويت ، والمخطط والراعي الرسمي للإنقلاب سيدهم جميعاً الخبير الصهيوأمريكي الذي لم يطق أن يكون بمصر رئة إسلامية يتنفس من خلالها أهلنا في غزة العزة والكرامة ، وأبى إلا أن يخنقهم بذات اليد الآثمة .. يد العمالة والخيانة والدياثة العربية ..

كنت أظن أن مجرد نقل أخبار الإحتفالات التي عمت جميع الشوارع في فلسطين المحتلة من الكيان الصهيوني والألعاب النارية واحتفاء الصحافة الصهيونية بالإنقلاب كفيل بإعادة العقول التي سقطت إلى أماكنها ، لكنها مع الأسف تلوثت إلى درجة كبيرة وباتت ملأى بالقمامة المتعفنة .. كنت أظن عودة الناس إلى صوابهم بعد إنكشاف زيف وتزوير سحرة فرعون ، فلا سيناء بيعت لإسرائيل ولا قطر اشترت قناة السويس والهرم مازال في مكانه ولكن عقول المصريين سقطت ولم تعد إلى الرؤوس حتى الآن ..
 
على الثوار الحقيقيون من الإسلاميين وكافة التيارات أن يعيدوا العقول التي نهبت إلى رؤوس الناس .. ولا يستهينوا مرة أخرى بسحرة فرعون لأننا لا نملك عصى موسى .. حتى موسى عليه الصلاة والسلام كان خائفاً مرتعداً لولا نصر وتأييد الله سبحانه له .. فمن منكم موسى ؟

*******




 

 

ليست هناك تعليقات: